في عجبٍ من قوانين حقوق الإنسان – لاسيما المرأة – ومن كل تلك المعاهدات والمواثيق , فلا قوانين ملزمة ولا أعرافَ تُؤخذ بعين الاعتبار , فقد ضربت السلطات الحالية بكل ذلك وأكثر عرض الحائط غير مبالية بما صدقت عليه مصر من مواثيقَ ملزمة بمنع أي انتهاكٍ أيًا كان بحق الطالبات كفئة تندرج تحت بند ” حقوق المرأة ” , والتي من المفترض وجود عقوبات للدولة التي تخالف تلك المواثيق بعد التوقيع عليها والالتزام بها .
” هبه إبراهيم قشطة ” , الطالبة بكلية تجارة إنجليزي – جامعة المنصورة , انتهاكات لا تتوقف بحقها , امتهان للكرامة واعتداء نفسي وبدني عليها يستمر منذ أكثر من عام و حتى اليوم , بدأ الأمر في الـ 30 من أكتوبر الماضي , وذلك أثناء اقتحام قوات الأمن لحرم جامعة المنصورة لفض فعالية طلابية مناهضة للنظام الحالي , واعتقال الطالبة وآخرين أثناء تواجدهم داخل الجامعة , حيث قام أفراد من الأمن الإداري وأفراد من شركة الأمن الخاصة “فالكون ” بالاعتداء عليها بالسحل والضرب بالشوم والعصي , وتسليمها للشرطة فيما بعد .
لتوجه لها النيابة العامة عدة تهم من أهمها : الانتماء لجماعة محظورة , ارتكاب أعمال عنف وشغب داخل الجامعة , وإتلاف واجهة المبني الإداري لأمن الجامعة , في المحضر رقم 14748 لسنة 2014, حيث تم احتجاز الطالبة بسجن منية النصر من ذلك الحين وحتى اليوم .
وفي انتهاك صارخ لجميع ما نصت عليه مواد الدستور المصري , وقونين حقوق الإنسان الدولية , فقد تمت إحالة الطالبة إلى المحاكمة العسكرية , على خلاف ما نصت عليه كل القوانين من بطلان إحالة أي مدني إلى المحاكمة العسكرية , وكانت تلك الإحالة قد تمت على خلفية اتهامها بتهمٍ غير موضوعية , مع استمرار تأجيل محاكمتها جلسة تلو الأخرى بدون مبرر قانوني يذكر .
لم تكن المحاكمات العسكرية فضلًا عن مكان الاحتجاز السيء هو كل ماعانت منه الطالبة , بل في صباح يوم الأربعاء الموافق 18-3-2015 قام أحد الضباط بالاعتداء علي الطالبة بالضرب المبرح والسب كما قام أيضا بالاعتداء على والدتها عقب جلسة المحاكمة أمام المحكمة العسكرية بسندوب , ومن ثم ترحيلها إلى سجن منية النصر مباشرة .
ولم تكتف قوات الأمن بكل ماسبق بحق الطالبة فحسب , لتؤكد علي استمراراها في ضرب القوانين عرض الحائط حيث نص دستور جمهورية مصر العربية الحالي في مادته (55) والتي جاء بنصها أنه :”كل من يقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنيًا أو معنويًا” , ليرد إلينا بمرصد ” طلاب حرية ” انتهاكُ جديد يُضاف لقائمة الانتهاكات بحق الطالبة , حيث وردنا من ذويها أنه بدلًا من أن يتم احتجازها بالقسم أو بالمحكمة العسكرية خلال جلستها أمس تم احتجازها بعربة الترحيلات لساعات دون ترحيلها فضلًا عن الاعتداءات اللفظية بحقها , في انتهاك لكل مواثيق الشرف إضافة للقوانين والدساتير .
ويدين مرصد “طلاب حرية ” تلك الانتهاكات التي لا يقبل بها عرف أو قانون , مستمرا في الوقت ذاته في بذل كل ما بالوسع في رصد وتوثيق ونشر كل ما يصلنا من ممارسات تخرق القانون أو تخالف ما نصت عليه المواثيق الدولية بشأن أي معاملة غير إنسانية أو حاطة بالكرامة تجاه أي طالب أو طالبة بمختلف الجامعات والمدارس والمعاهد في مصر , كما يدعو المنظمات الحقوقية والجهات المعنية في ضرورة التحقيق العاجل في كل تلك الانتهاكات ووضع حد للعنف المفرط والقرارات التعسفية المتبعين تجاه الطلاب المعتقلين ! , كل ما سبق ذكره وأكثر مازال يدفعنا للتساؤل ” فين حقها ؟! ” .
التعليقات