استخدامٌ مباشر لطلقات الخرطوش والرصاص الحي، إصاباتٌ مُتعمدة بالرأسِ والبطن والرقبة، هذا ما أقدمت قوات الأمن اليوم الجمعة الموافق 2015/7/17 على انتهاجه في تفريق معظم المظاهرات التي قام بها عدد من مناهضى النظام الحالي عقب صلاة عيد الفطر المبارك في عدة مناطق بمحافظات مختلفة، ما يُمثّل خرقًا واضحًا لقانون التظاهر المصري لعام 2013 الذي أقرتّه السلطات الحالية، والذي نصّ في مادته رقم (13) على وجوب التدرج في استخدام القوة في فض التظاهرات، وعدم اللجوء لاستعمال الأسلحة النارية إلا مع توافر حق الدفاع الشرعي.

وقد أسفر هذا العنف المفرط الغير مبرر من قبل قوات الأمن عن مقتل عدد من المتظاهرين، من بينهم “حسام العقباوي” الطالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، نتيجة إصابته بطلق حىّ بالرقبة، وذلك إثرَ قيام قوات الأمن بالاعتداء على مسيرة مناهضة للنظام الحالي بقرية “ناهيا” بمحافظة الجيزة اليوم الجمعة الموافق 2015/7/17 عقب صلاة العيد.

لم تذكر الأجهزة الأمنية غير مقتل الطالب، لا شئ عن الملابسات التي دفعت قوات الأمن لاستخدام الرصاص الحى مباشرة لتفريق المتظاهرين، حيث لم تذكر الأجهزة الأمنية عن وقوع أى إصابات في صفوفها لورود احتمال اعتداء المتظاهرين عليها، كما أنه لا تفسير موضوعي بشأن قتل الطالب برصاصة في موضع قاتل كالرقبة، مما يثير تساؤلات عديدة حول مدى التزام الأجهزة الأمنية بالقوانين التي تقرها السلطات الحالية، ومدى اهتمام السلطات الحالية بإلزام مؤسسات الدولة بتطبيق القوانين التي يتم إقرارها.

جديرٌ بالذكر أن قوات الأمن كانت قد قامت من قبل باقتحام منزل الطالب في يوم الخميس الموافق 2015/4/2، ليتم اعتقاله بشكل تعسفي مخالف لما ورد بنص المادة رقم (54) من الدستور المصري الحالي، حيث تم احتجازه بقسم “كرداسة” دون توجيه اتهامات محددة حتى تم إخلاء سبيله أول مايو الماضي بعدمايقرب من الشهر من الاعتقال التعسفي.

ونحن بمرصد “طلاب حرية” ندين وبشدة ما آل إليه حال الطلاب في مصر، فاعتقال تعسفي دون تصريح أو اتهامات، يتبعه قتل خارج إطار القانون بحق طالب جامعي في ظل تجاهل تام من السلطات الحالية لما تقوم به الأجهزة الأمنية من انتهاكات واضحة بحق المواثيق والقوانين الدولية والمحلية، كما نطالب السلطات الحالية بالتدخل لوقف مثل هذه الممارسات الغير قانونية من قبل الأجهزة الأمنية، كما ونطالب بفتح تحقيق عاجل في واقعة مقتل الطالب، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.