-تعرضت خمس طالبات بجامعة الأزهر للعديد من الانتهاكات والاعتداءات بالإضافة إلي تهديدات من قِبل قوات الأمن ,وذلك أثناء جلسة الاستشكال المقدم علي الحكم الصادر ضدهن ,فقد تعرضت الطالبة “آلاء السيد “إلي هبوط شديد بسبب مشاكل صحية في القلب أثناء وجودها في سيارة الترحيلات لفترة طويلة وفي خلال المداولة ,كما قام أحد أفراد الأمن بالاعتداء بالضرب علي الطالبتين “هنادي أحمد محمود” و”أسماء حمدي ” في حضور القاضي مما أدي إلي تعرض الأولي للإغماء ,بالإضافة إلي التهديدات بالضرب من أحد رجال الأمن ومنع الطعام والدواء ،وذلك حيث كما وردنا.
وقد قضت محكمة شمال القاهرة اليوم الأربعاء الموافق 9/9/2015 برفض الاستشكال المقدم للمرة الثالثة بحق 5 طالبات بجامعة الأزهر – فرع القاهرة , وتأكيد الحكم الصادر بحقهن في الرابع والعشرين من فبراير لعام 2014 بالسجن لمدة خمسة أعوام، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه، وذلك في القضية رقم 7322 جنح مدينة نصر، وقد جاءت أسماء الطالبات كالتالي:
1)آلاء السيد ,طالبة بكلية الدراسات الإسلامية.
2)هنادي أحمد محمود , طالبة بكلية الدراسات الإسلامية.
3) روفيدة إبراهيم , طالبه بكلية التجارة.
4) عفاف أحمد عمر , طالبه بكلية الدرسات الإسلامية.
5) أسماء حمدي , طالبه بكلية طب الأسنان.
جدير بالذكر أنه قد تم اعتقال الطالبات الخمس من داخل الحرم الجامعي لجامعة الأزهر، وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 2015/12/24، لتتوالى بحقهنّ بعدها سلسلة من الانتهاكات بدأت منذ اللحظة الأولى لاعتقالهن، حيث تعرضت الطالبات الخمس للضرب والسحل والتحرش أثناء اعتقالهنّ من قبل أفراد الأمن بداخل الحرم الجامعي ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اكتمل مسلسل التعذيب بداخل قسمي شرطة أول وثان مدينة نصر، حيث تعرضت الطالبات في قسم أول مدينة نصر إلي التعدّي اللفظي بالسب والشتم , والتعذيب الجسدي بالضرب المبرح حتى أن آثار التعذيب ظهرت واضحة عليهن ، كما تم تفيتشهن تفتيشًا ذاتيًا مهينًا وصل الي حد التحرش , ناهيك عن التضييق عليهن أثناء زيارات الأهل , حيث كانت تتم الزيارات من خلف قضبان حديدية , كما كان يتم تمزيق أية رسائل منهن لأهلن أو العكس , حتي تم ترحيلهن إلى سجن القناطر، وذلك في يوم الأحد الموافق 2014/1/12، حيث استمر مسلسل الانتهاكات .
فهناك , أي بسجن القناطر , مورست ضد الفتيات سلسة طويل من الانتهاكات ومنها ما عُرف إعلامياً بـِـ “بمجزرة القناطر” التي حدثت في العاشر من يونيو من العام الماضي , والتي تم الاعتداء فيها علي 18 طالبة من طالبات الأزهر من قبل السجانات وأمناء الشرطة بالضرب بالحديد والعصي والخشب مما أدي الي إصابة الطالبات الخمسة بكدمات وجروح قطعية , تم إخفاؤهن قسرياً بعدها لمدة خمسة أيام , ليتم نقلهن إلي سجن دمنهور فيما بعد.
وهناك تم وضع الطالبة “هنادي” في غرفة التأديب لعدة أيام , وبالرغم من قيام محامِ الطالبات وأهلهن بتقديم بلاغات عدة للنائب العام والتي قيدت بأرقام (12131 ،12197 ،12109 ) للتحقيق في هذه الواقعة ولتوقيع الكشف الطبي علي الطالبات الخمس , إلا أنه لم يتخذ أي إجراء تجاه تلك الواقعة أو ما سبقها, وجديرٌ بالذكر أيضا تعرض الطالبات للإهمال الطبي المتعمّد , حيث عانت الطالبة “هنادى” من إعياء شديد نتيجة تضخم الزائدة الدودية لديها , وبعد محاولات عديدة وافقت إدارة السجن على إجراءها عملية استئصال للزائدة في الثالث من سبتمبر الماضي , كما رفضت إدارة السجن إبقائها في المستشفي علي الرغم من طلب الطبيب المعالج لها بابقائها حتي تمام شفائها , لتعود بهذا القرار التعسفى الي السجن الغير مجهز بأي اسعافات والغير مهيأ لإتمام علاجها به.
أما عن محاكمتهن , ففي الرابع والعشرين من شهر فبراير من العام الماضي , أصدرت محكمة جنح مدينة نصر حكم علي الطالبات الخمس بالسجن لمدة خمسة أعوام وغرامة 100 ألف جنيه , في القضية رقم 7322 جنح مدينة نصر , والتي وجهت للطالبات فيها العديد من التهم أبرزها : الاعتداء علي رئيس الامن المركزي وسرقة محفظته , ارتكاب أعمال عنف باستخدام المولوتوف والحجارة , الانتماء لجماعة محظورة أسست على خلاف القانون , وغيرها من الاتهامات .
وكان محام الطالبات قد قام بعمل استئناف علي الحكم , كانت أولى جلساته في السابع والعشرين من مارس 2014 , حيث ظلت المحكمة تماطل في إصدار حكم بخصوص تلك القضية حتى تم تثبيت الحكم عليهن بالسجن لمدة خمس سنوات, وذلك في جلسة الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي بعد تأجيل الاستئناف بالقضية لأكثر من احدى عشرة جلسة , ليتم رفض الاستشكال علي الحكم الصادر بحقهن في يوم الأربعاء الموافق 2015/5/6، ومن ثم تقدم المحامي باستشكال آخر ليتم رفضه يوم الأربعاء الموافق 24/6/2015 ,وآخرهم الاستشكال الثالث الذي تم رفضه اليوم أيضًا.
جاء ما تعرضت له الطالبات من ممارسات مخالفًا للمادة رقم (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي نصت على أنه :”لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة”، فضلًا عن الخرق المتعمد للمادة رقم (55) من الدستور المصر الحالي والتي جاء بنصها أنه :”كل من يقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنيًا أو معنويًا”,ومن جانبنا ندين نحن مرصد “طلاب حرية” الانتهاكات الواقعة بحق الطالب,كما نطالب بسرعة تحويله للمستشفي وإجراء اللازم له كما نحمل السلطات الحالية المسؤلية الكاملة عن سلامته النفسية والبدنية وأي تدهور في حالته الصحية”.
من جانبنا ندين نحن مرصد “طلاب حرية” الانتهاكات الواقعة بحق الطالبات ونطالب بسرعة التحقيق في الوقائع ومحاسبة المسؤلين ,كما نحمل السلطات الأمنية المسؤلية الكاملة عن سلامة الطالبات النفسية والبدنية .
التعليقات