قام أفراد من الأمن الإداري بجامعة الزقازيق صباح اليوم الأربعاء الموافق 2015/10/7 باختطاف “سارة مشعل” الطالبة بكلية الآداب جامعة الزقازيق، ومن ثم تسليمها إلى قوات الأمن التي قامت باقتيادها إلى جهة غير معلومة حتى اللحظة، مع ورود أنباء تُفيد باجتجازها بمقر قسم أول الزقازيق، ويجدرُ بالذكر أن اعتقال الطالبة “المنتقبة” جاء عقب رفضها كشف وجهها أمام أفراد الأمن الإداري على بوابة الجامعة الذين حاولوا تفتيشها وإجبارها على الكشف عن وجهها، وحين طلبت الطالبة تفتيشها من قبل إحدى العاملات بالأمن الإداري، قام أفراد الأمن الإداري باحتجازها وتسليمها إلى إحدى المدرعات التابعة لقوات الأمن.

جدير بالذكر أن ما تعرضت له الطالبة من اعتقال تعسفي واعتداء صارخ على حرية الفكر والعقيدة، جاء مخالفًا ليس فقط لقوانين الداخل المصري بل ولكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي قامت مصر بالتصديق عليه، حيث نص الإعلان في مادته التاسعة على أنه “لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفًا”، كما كفل الإعلان في مادته رقم (18) حرية الديانة والعقيدة وإقامة الشعائر المختلفة مع إلزام الدولة والمجتمع باحترام تلك الشعار بل ومراعاتها وعدم التعنت مع أى شخص وفقًا لعقيدته أو مذهبه، كما أن الدستور المصري أكد في مادته رقم (54) على عدم جواز القبض على أحد أحد تعسفيًا دون تصريح أو أمر قضائي مُسبب يستلزمه التحقيق، كما نصت المادة رقم (64) منه على أن “حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون، وهو ما قام الأمن الإداري لجامعة الزقازيق بالإضافة إلى قوات الأمن بتجاهله بل وانتهاكه بشكل صارخ.

ويدين مرصد “طلاب حرية” ما تعرضت له الطالبة من اعتقال تعسفي دون تصريح أو أمر قضائي، وإنما فقط على خلفية عقيدتها الدينية وممارستها لشعائر ومظهر معين، ولذا فإننا نطالب السلطات الحالية بسرعة التدخل للكشف عن مكان احتجاز الطالبة، وإخلاء سبيلها فورًا طالما لم يثبت بالأدلة الدامغة ارتكابها جريمة تستوجب الاعتقال، كما ونطالب السلطات المعنية بالتحقيق فيما وقع بحق الطالبة، ومحاسبة المسئولية عن حدوث تلك الانتهاكات سواء من أفراد الأمن الإداري لجامعة الزقازيق، أو من قوات الأمن التي قامت باعتقال الطالبة دون تصريح أو جريمة تستوجب الاعتقال.