قررت نيابة ثانِ 6 أكتوبر أول أمس الثلاثاء الموافق 2015/10/13 برئاسة المستشار “محمد يسرى” تجديد حبس الطالبين بمدينة الثقافة والعلوم : “عمرو جمال” المصور الصحفي والطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام، و “عمر عكاشة” الطالب بالفرقة الثانية بكلية الإعلام، وذلك لمدة خمسة عشر يومًا حبسًا احتياطيًا علي ذمة التحقيقات.

يُذكر أن قوات الأمن كانت قد قامت باعتقال الطالبين بشكل تعسفي دون تصريح أو أمر قضائي مُسبب، وذلك في أواخر يونيو الماضي، حيث تم اعتقال الطالب“عمرو جمال” في يوم السبت الموافق 2015/6/27، وذلك من مقر سكنه الجامعي بمدينة السادس من أكتوبر عقب اقتحامه ومصادرة “الكاميرا” الخاصة به، في حين قامت باعتقال الطالب “عمر السيد عكاشة” في يوم الأحد الموافق 2015/6/28، حيث تم اقتياد الطالبين عقب اعتقالهما إلى مكان غير معلوم، ليظلا قيد الإخفاء القسري قرابة العشرة أيام، حتى كان أول ظهور لهما في يوم الأحد الموافق 2015/7/5 ليتم عرضهما على النيابة العامة التي لم تقم بأى إجراءات قانونية للتحقيق في جريمة الإخفاء القسري التي تمت بحق الطالبين لأكثر من 9 أيام متتالية، بل وجهت إليهم مباشرة عدة تهم من أبرزها : التصوير لجهات خارجية، الانتماء إلى جماعة محظورة أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة، ومن ثم صدر القرار على إثرها بحبسهما على ذمة التحقيقات، حيث يستمر الحبس الاحتياطي للطالبين منذ ذلك اليوم وحتى اللحظة متنقلين بين قسم الحادي عشر والسجن العسكري.

جديرٌ بالذكر أن اعتقال الطالبين بذلك الشكل التعسفي جاء مخالِفًا للمادة رقم (54) من الدستور المصري الحالي والتي ورد بنصها أنه “فيما عدا حالة التلبس، لا يجوز القبض على أحد، أو تفتيشه، أو حبسه، أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر قضائى مسبب يستلزمه التحقيق” وهو مالم يتوافر مع قوات الأمن أثناء عتقال الطالبين، فضلًا عن الانتهاك الصارخ للمادة رقم (1) من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإختفاء القسري والتي نصت على أنه “لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأية حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري”، وهو ما خالفته الأجهزة الأمنية بشكل واضح حينما قامت بإخفاء الطالبين قسريًا وعدم الكشف عن مكان احتجازهما أو السماح لذويهما أو المحام الخاص بهما بالتواصل معهما طيلة 10 أيام متتالية.