لكل شخصٍ الحق في التعلّم، وذلك وفقًا لما نصّ عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته رقم (26)، وهو نفسه ما أكدته المادة رقم (19) من الدستور المصري، وعلى الرغم من تلك النصوص وغيرها من النصوص الصريحة التي تؤكد جميعها على أن الحق في التعلم حقٌ مكفول لكل شخص دون تمييز، وعلى عدم جواز المساس بذلك الحق دون أسباب قانونية ووفقًا لقوانين العقوبات المنصوص عليها، إلا أن تلك النصوص لم تكن ذات جدوى لدى إدارة الجامعات والمعاهد المصرية التي عمدت خلال العامين الماضيين إلى انتهاك تلك القوانين بشكل صارخ وذلك بإصدار قرارتٍ بحرمان الآلاف من الطلاب من حقهم في التعلّم دون سند قانوني وإنما على خلفية انتماءاتهم السياسية والأيدلوجية، وذلك على مرأى من السلطات المصرية التي لم تقم بدورها بأى تدخل جاد لوقف تلك الخروقات أو حتى بحث قانونيتها.

ففي خلال العامين الماضيين قامت الإدارات الجامعية في أنحاء الجمهورية بإصدار الآلاف من قرارات الفصل التعسفية بحق الطلاب، وصُفت تلك القرارات بـ “التعسفية” على خلفية ما قمنا برصده وما ورد إلينا بشأن تلك القرارت، حيث استندت معظم تلك القرارات على اتهامات تحمل تعديًا واضحًا على حقوق قانونية مكفولة، كالحق في حرية التعبير واعتناق الأفكار وإذاعتها، فضلًا عن أن القرارات التي استندت إلى اتهامات موضوعية ثبت افتقارها إلى أى أدلة دامغة تُثبت ارتكاب المتهمين لها، حيث تمكنّا بمرصد “طلاب حرية” من رصد حالات عدة تم بها إصدار قرارات فصل بحق الطلاب على خلفية اتهامهم في وقائع ثبت بالأدلة عدم مشاركتهم بها أو تواجدهم في محيطها، دون أى تفسيرات أو تحقيقات موضوعية من قبل الإدارات الجامعية في تلك الاتهامات، لتصدر على إثرها قرارات بالفصل بحق أكثر من ألف طالب وطالبة من الجامعات والمدن الجامعية في أنحاء الجمهورية بشكل مباشر دون أدنى التزام بالتدرج المنصوص عليه في قانون العقوبات التأديبية والذي وردت به عقوبة الفصل في المراتب الأخيرة بعد سلسلة من الإجراءات التأديبية والتي لم تقم الإدارات الجامعية بإجراء أى منها في مخالفة واضحة للقانون.

وللتعرف على مزيد من التفاصيل حول انتهاكات الإدارات الجامعية بحق الطلاب، يمكنكم الإطلاع على تقريرنا الحقوقي عن“حالات الفصل التعسفي” بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال 28 شهر متمثلة في البعد الزمني المنحصر بين 3 يوليو 2013 وحتى 1 نوفمبر 2015.

يمكنكم تحميل التقرير من هنا 

كما يمكنكم الإطلاع على التقرير مباشرة :

ويجدر بالذكر أن هذا التقرير يأتي ضمن سلسلة من التقارير التي بدأنا ونستمر في طرحها خلال الأيام المقبلة عن مختلف الانتهاكات التي وقعت بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال الفترة الزمنية المذكورة، تحت عنوان ” طلاب مصر بين المطرقة والسندان “، حيث يمكنكم الإطلاع على تقاريرنا السابقة من  هنا