في جلستها المنعقدة أول أمس الأحد الموافق 2016/1/31، قضت محكمة الاستئناف بتخفيف الحكم الصادر بحق كلًا من : “عبدالهادي العوادلي”، “ياسر الزيني” ، “أحمد جاد”، و”أكرم راشد”، الطلاب بكلية الهندسة جامعة المنصورة،  من السجن لمدة 5 سنوات إلى السجن لمدة سنة واحدة.

يُذكرُ أنّ قوات الأمن كانت قد قامت باعتقال الطلاب الثلاثة الأوائل في يوم الخميس الموافق 2015/7/31 من أحد شوارع مدينة المنصورة ومن ثم تم اقتيادهم إلى مكان غير معلوم، حيث تعرضوا لجريمة الإخفاء القسري لمدة 4 أيام متتالية ثبت تعرضهم خلالها لعمليات تعذيب على يد قوات الأمن المصرية، حتى كان أول ظهور لهم بعد 4 أيام ليتم عرضهم على النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على احتياطيًا على خلفية اتهامهم بالانتماء إلى جماعة محظورة أسست على خلاف القانون.

في حين تم اعتقال الطالب “أكرم راشد” من منزله في يوم الخميس الموافق 2015/8/6، حيث تم اقتياده إلى مكان غير معلوم ليظل هو الآخر قيد الإخفاء القسري لمدة 3 أيام تواردت خلالها أنباء عن تعرضه للتعذيب حتى ظهر في يوم الأحد الموافق 2015/8/9 ليتم عرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه على خلفيه اتهامه بعدة تهم أهمها : استقطاب الطلاب للعام الدراسي الجديد.

استمر احتجاز الطلاب الأربعة احتياطيًا حتى تمت إحالتهم إلى محكمة الجنح في يوم السبت الموافق 2015/10/24 والتي أصدرت حكمها في يوم الأحد الموافق 2015/11/15 بحق الطلاب الأربعة بالسجن لمدة 5 سنوات بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 500 جنيه لكل منهم، ليتم تخفيف الحكم في جلسة الاستئناف التي تم انعقادها في يوم الأحد إلى السجن لمدة سنة واحدة لكل منهم.

جديرٌ بالذكر أن ما تعرض له الطلاب الأربعة من جريمتي الإخفاء القسري والتعذيب يعدّ انتهاكًا صارخا لكافة القوانين والمواثيق الدولية، فضلاً عن قوانين الداخل المصري التي جرمت جميعها التعذيب بكل صورة واعتبرته جريمة لا تسقط بالتقادم، وهو ما نجده على سبيل المثال لا الحصر في نص المادة رقم (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة رقم (55) من الدستور المصري، كما أن المادة رقم (54) من الدستور المصري أوجبت أن يتم عرض كل من يتم اعتقاله على جهة تحقيق خلال 24 ساعة من لحظة اعتقاله، وهو ما قامت الأجهزة الأمنية بانتهاكه بشكل صارخ خلال ممارساتها الغير قانونية بحق الطلاب الأربعة.