(لا يُعرّض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة ) ..

– هكذا  ينص البند (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام  1948م  , والذي نجد أنه تكرر أيضا في البند السابع من ” العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ” لعام  1966م  , ولكن يبدو أن تلك القوانين والمواثيق التي أقرت بها دول العالم كله ليست بالكافية لردع إدرات بعض السجون  وأقسام الشرطة المصرية , و  التي تقوم بمخالفة كل ما جاء بتلك المواثيق وكل الحقوق التي كفلتها لأي سجين أيا كانت تهمتة التي تم حبسه على إثرها .

قسم شرطة ” ميت غمر ” , مقر الإحتجاز الواقع بمحافظة الدقهلية , ذلك القسم الذي أثار جدلا واسعا في الأيام الأخيرة و الذي  أطلق عليه بعض المحتجزين به  لفظ ” سلخانة ” لشدة ما يلاقون  به من أصناف التعذيب مالا يوافق عليه قانون أو عرف أو ميثاق , تعليق من الأرجل , تكبيل للأيدي خلف الظهور وضرب مبرح لمن يكون على تلك الحالة , صعق بالكهرباء في العينين والأذنين والأطراف  , الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى سقوط الأظافر من شدة التيار الكهربي المستخدم لصعفهم , كما بلغ الأمر أنه يتم الإعتداء على بعض المعتقلين إعتداءا جنسيا حاطا بالكرامة ومنافيا لكل الأعراف , إضافة إلى ضرب المعتقلين على وجوههم وسبهم بأقذع السباب .

كما ورد إلينا منع المحتجزين داخل قسم شرطة ” ميت غمر ” من التريض أو دخول دورات المياة أو تناول الطعام لأيام , إضافة لتلك المعلومة التي وردتنا  عن وجود بعض  رجال الأمن المختصين بالتحرش بالمعتقلين بشكل فج ,  إلى جانب  حبسهم بغرفة تسمى ” الثلاجة ” , وترديد رجال الشرطة داخل القسم لعبارات أثناء تعذيبهم للمحتجزين  مثل ” نتلذذ بتعذيبكم ” ” احنا كفره ” وتهديد من يقع عليهم التعذيب بإنه سيتم اغتصاب أمهاتهم واخواتهم لإجبارهم على الإعتراف بتهم معينة وتصوير اعترافاتهم .

كل تلك الإنتهاكات , وما خفي كان أعظم من مخالفات قانونية وممارسات تخالف جميع الأعراف , والتي ندينها نحن  بـ ” مرصد طلاب حرية ” ونطالب الجهات المعنية والمجتمع المدني و منظمات حقوق الإنسان المختصة بمراقبة الأوضاع داخل السجون المصرية بضرورة فتح تحقيق عاجل مع مأمور وضباط قسم شرطة ” ميت غمر ” فيما يتم تحت إشرافهم  من إنتهاكات فجة تنافي أبسط حقوق الإنسان , وتضرب بعرض الحائط ما جاء به قانون تنظيم السجون المصرية الذي نصت بنوده على ضرورة تلقي كل سجين معاملة حسنه لا تحط بكرامته كما تمنع وقوع أي نوع من أنواع التعذيب النفسي أو البدني على أي فرد مهما كانت تهمته .