– سجن طره شديد الحراسة , المعروف بسجن ” العقرب ” , ذلك السجن الذي  يقع على بعد 2 ( كم ) من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية  , يعد أول سجن شديد الحراسة تم تشييده بمصر  , حيث انه  محاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج , بدأ العمل بهذا السجن منذ عام 1993 في افتتاح رسمي حضره  ” حبيب العادلي ” الذي كان يشغل   منصب مساعد وزير الداخلية آن ذاك , والذي حرص أيضا على أن يكون السجن الجديد ناجحا من حيث  قدرته علي إخفاء المعتقلين واستنطاقهم بمختلف الطرق القانونية واللا قانوية , حتى وإن خالفت تلك الطرق جميع ما نصت عليه قوانين حقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا .

منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا وسياسة ” العقرب ” التي وُضعت له منذ اليوم الأول تمضي بنجاح ساحق , حيث أصبح اسم هذا السجن بحد ذاته دليلا على  الإخفاء القسري و القمع والتعذيب البدني والنفسي والذي يصل  حد القتل أحيانا ,  نجد العديد من  الانتهاكات  التي كانت قد سُجلت بحق  المعتقلين السياسيين بشكل عام والطلاب بشكل خاص داخل هذا السجن , حيث نجد  16 طالبا وقد قامت الأجهزة الأمنية بمصر في ظل النظام الحالي باحتجازهم داخل سجن العقرب وفق ماتمكن  فريق المرصد من رصده وتوثيقه , من بينهم 14 طالبا تم إخفاءهم بشكل قسري داخل هذا السجن حتى تم الإفصاح عن مكانهم , ثلاثة طلاب من بين هؤلاء كان القضاء الحالي قد أصدر عليهم حكما بالإعدام وإيداعهم هناك وهم (  صهيب الغزلاني , وإبراهيم عزب  ) .

لم تجد الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية – المعروف انحيازها للنظام الحالي – مكان أكثر شراسة من سجن العقرب لتودع به الطلاب المتهمين في قضايا الأمن الوطني وتكدير السلم العام والخلايا الإرهابية , ليُمارس عليهم هناك كافة أشكال الإنتهاكات هم وذويهم , ففي يوم 11 مارس وجهت أسر معتقلي سجن العقرب نداء عاجل إلي كل من يهمه الأمر من محاميين وقانونيين وجهات حقوقية , جاء نصه كالآتي :

” يشهد سجن العقرب المشدد تشديدات بالغة وتطورات خطيرة فى جانب ظروف المعتقلين وأسرهم الذاهبة لزيارتهم خلال هذه الأيام  , حيث بدأ مسلسل التصعيدات منذ تولى وزير الداخلية اللواء “مجدى عبد الغفار” , واشتدت الاجراءات بالتزامن مع تغيير رئيس مصلحة السجون  واستبداله باللواء “حسن السوهاجى” حتى بلغت ذروتها اليوم . ” !

كما عرض الأهالي بعض الانتهاكات التي  تعرض لها  المعتقلين وذويهم من استمرار  الزيارة  من خلف الزجاج أو عبر التليفون , إضافة لبعض الإجراءات التعسفية الجديدة من منع لدخول البطاطين والأغطية بصورة كاملة , منع دخول الفاكهة والاطعمة الغذائية وجميع علب الطعام المطبوخ باستثناء علبة صغيرة تحتوى على وجبة مطبوخة تكفى ليوم واحد فقط ، كما تم منع دخول كافة متعلقات المعتقلين الشخصية من ملابس  وأحذية  ,  والاقتصار على دخول الأدوية والتي قد وردنا أيضا منع دخولها في  بعض الأحيان , كما بلغ  تصعيد تلك الإجراءات القمعية أشده مع ابتداء تنفيذ قرارات الاجتماع الأمنى الذى عقدته إدارة سجن العقرب والذي أسفر عن الآتي :  تجريف زنازين  المعتقلين بالكامل ، التعدى على من يعترض على تلك الممارسات  وإدخالهم عنابر التأديب ، و “التجريف ” هو سحب جميع متعلقات المعتقل و افراغ زنزانته من كل ما فيها من أغطية و ملابس وكتب  , لتستمر تلك الانتهاكات منذ يوم  العاشر من مارس الجاري وحتى اليوم  .

تلك الانتهاكات وأكثر كانت قد دفعت بعض الطلاب  للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام للضغط على إدارة السجن بتغيير سياسة القبضة الحديدية التي تتخذها تجاههم   , فمن أمثلة الإضرابات التي قام بها بعض الطلاب داخل سجن العقرب في الآونة الأخيرة للإحتجاج على ما يتم بحقهم   كان ذلك الإضراب الذي شارك به عدد من المعتقلين الذين امتنعوا عن استلام تعيين السجن بسبب احتجاز زميلهم  ” أحمد المصري ” الذي كان يعاني من ظروف صحية سيئة نتيجة احتجازه بشكل انفرادي في يوم  9 يوليو 2014 , كما  دخل متهمو القضية المعروف إعلاميا بـ ” خلية الماريوت ” إضرابا مفتوحا عن الطعام إعتراضا على اعتقالهم وتعذيبهم ومحاكمتهم بتهم ذكروا أنهم لم يرتكبوا أيا منها , وكان قد شارك بهذا الإضراب كل من   : ” أنس محمد البلتاجي ” , ” خالد سحلوب ” , ” شادي إبراهيم ” و ” صهيب سعد ” , كما خاض كل من الطلاب ” عبدالرحمن عادل عابدين ” , و  ” عبدالرحمن بيومي ” إضرابا عن الطعام احتجاجا على ما تم بحقهم من خرق للقانون أيضا .

كما ورد إلينا بـ ” مرصد طلاب حرية ” بعض الرسائل من طلاب تم احتجازهم بسجن العقرب , يروون فيها ما يعانون من أشكال الإهانة والتكدير والتعذيب النفسي والبدني , نعرض بعضا منها كما يلي :

1.رسالة من  ” إبراهيم عزب ” خريج صيدلة المنصورة والمعتقل منذ الخامس من مارس 2014 منذ كان طالبا بالفرقة الرابعة , و الذي حُكم  عليه بالإعدام غيابيا في القضية المعروفة إعلاميا بـ ” خلية قناة السويس ” و جاري إعادة محاكمته , كان قد أرسل رسالة من داخل سجن العقرب قائلا :

”  نفسي أفضل في سجن المنصورة العمومي مش ارجع تاني العقرب ’  هنا بعرف اشوف بابا وماما وحبايبي كل أسبوع من غير ازاز ولا سماعات ومش بيحتاجوا إذن نيابة مع كل زيارة ويبقى كل 15 يوم  , ناهيكم عن المشوار الصعب اللي بابا بيتحمله علشان يشوفني نصف ساعة من بين زجاج , و  8 ساعات سفر رايح جاي على واحد تعبان زيه حرام والله , نفسي النيابة العامة ومصلحة السجون توافق على اعتمادي في سجن المنصورة العمومي  نظرا لظروف والدي التي لا تتحمل عناء السفر الى سجن العقرب .

نص رسالة الطالب إبراهيم عزب

نص رسالة الطالب إبراهيم عزب

2. رسالة من طالب بكلية العلوم جامعة الأسكندرية يشكو من سوء الأوضاع بسجن العقرب  :

” كلنا متوزعين على 3 زنازين انفرادية بس  , الزنزانة سيئة التهوية , والتريض نص ساعة او اقل فى الطرقة امام باب الزنزانة بعيد عن الشمس , والزنزانة رديئة التهوية لان يوجد بيها 3 افراد وهى معمولة لفرد واحد , الزيارة ممنوعة عننا ولو وجدت الزيارة بتكون 10 دقايق ومن خلف الزجاج , العيادات الدكاترة مش بيجيوا ومفيش رعاية صحية على سجن العقرب كله وفى ناس مننا ( اسكندرية) عندنا اصابات جامدة ومش بيردوا يطلعونا بالمستشفى . ”

رسالة من احد طلاب جامعة الأسكندرية المعتقل داخل سجن العقرب

رسالة من احد طلاب جامعة الأسكندرية المعتقل داخل سجن العقرب

 

قوانين و مواثيق دولية , منظمات حقوقية لطالما عقدت مؤتمرات تناقش حقوق الإنسان وحق كل فرد في حياة كريمة , بلا تعذيب أو إخفاء قسري أو أي نوع من أنواع المعاملات الحاطة بالكرامة , كل ذلك ولا شيئ يردع التعنت أو يوقف سلسلة  الإجراءات التعسفية التي ترتكبها إدارة سجن ” العقرب ” بحق المحتجزين لديها من معتقلين سياسيين أو غيرهم , بطش ينال الجميع  والطلاب بشكل خاص في تحدٍ واضح لكل ما نصت عليه قوانين تنظيم السجون والقوانين المعنية بحفظ كرامة الإنسان حتى وإن كان معتقلا , كما ويدين ” مرصد طلاب حرية ” تلك الانتهاكات , ويطالب الأجهزة الأمنية والسلطات الحالية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بأخذ الإجراءات اللازمة لإيقاف مثل تلك الممارسات التي لا يقبل بها عُرف أو قانون , كما نطالب بضرورة معاقبة كل من تسبب للطلاب بأي أذى بدني كان أو نفسي .