” العدل أساس الملك ” تلك العبارة المنحوتة أعلي منصة المحكمة العسكرية التي قضت بإعدام طالب بالمرحلة الثانوية وستة آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ ” عرب شركس ” ، رُغم بطلان الأدلةِ فضلًا عن بُطلان المحاكمة , لِتُصبح حياة الطالب التي لا تزال في بدايتها على موعدٍ مع النهاية بعد إصدار القضاء العسكري لهذا الحكم , كاسرًا تلك القاعدة التي نحتها أعلى منصته وضاربًا بكل القوانين عرض الحائط ، محاكمات باطلة , انتهاكات متتالية , حياة قيد الإعدام , وسابقة هي الأولي من نوعها بحق طالبٍ من قِبل قضاءٍ لا ماهية له مع المدنيين .

” عبد الرحمن سيد رزق ” الطالب بالمرحلة الثانوية البالغ من العمر 19 عاما , والذي تم اعتقاله اعتقالًا تعسفيًا مخالفًا للقانون يوم السادس عشر من مارس من العام 2014 من أحد الشوارع بمدينة 6 أكتوبر , حيث تم اقتياده وإخفائه قسريًا وذلك لمدة أسبوع بمقر أمن الدولة بوسط القاهرة , المعروف باسم “لاظوغلي” والمشهور بسوء سمعته , تعرّض الطالب هناك للتعذيب الشديد خلال تلك الفترة ، ليتم ترحيله بعد ذلك إلى سجن “العقرب” شديد الحراسة ,وإحالة الطالب بعدها إلى المحاكمة العسكرية على خلفية إتهامة في قضية ” عرب شركس” , وعلى خلفية إتهامة بعدة تهم من أبرزها : حيازة أسلحة وذخيرة ومفرقعات والانضمام لخلية إرهابية .

وفي الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2014 كان الطالب على موعد بحكم الإعدام الذي قضت به المحكمة العسكرية بالهايكستب عليه وعلى ستة آخرين بنفس القضية ، ذلك الحكم الذي قامت هيئة الدفاع عن الطالب ومن معه بالطعن عليه , لتقوم المحكمة العسكرية العليا يوم الثلاثاء الموافق 24/3/2015 برفضه وتأييد حكم الإعدام عليه ، ليكون الطالب في انتظار تنفيذ هذا الحكم في أي وقت خلال الأيام القادمة .

وعلى الرغم من تأكيد كافة القوانين من أنه لايجوز محاكمة المدنيين محاكمةً عسكرية , وذلك ما نصّت عليه المادة ( 10 ) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : “لكل إنسان على قدم المساواة التامة مع الآخرين الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة نظرًا منصفًا وعلنيًا للفصل في حقوقه والتزاماته وفي أية تهمة جزائية توجه إليه ” , إلا أن هذه المحاكمات جاءت لتضرب بتلك القوانين عرض الحائط , فضلًا عن أن تلك المحاكمات باطلة في ذاتها فهي قائمة علي تُهمٍ تتضمن في باطنها تعدٍ واضح على حقوق كفلها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان , كحرية التعبير عن الرأى , وحق اعتناق الآراء والأفكار دون أي تدخل , كما جاء هذا الحكم انتهاكًا صارخا لحق الإنسان في الحياة , وإنهاء حياته بُناءً علي أرائه السياسية .

فبين المحاكمات العسكرية وأحكام الإعدام التي يُصدرها القضاء العسكري وغيرها , يقع الطلاب ضحية للنظام الحالي الذي استعمل القضاء كآداة للقضاء على معارضيه , ونحن بـ”مرصد طلاب حرية ” ندين تلك المحاكمات العسكرية للمدنين عامة وللطلاب خاصة , كما نؤكد على أن محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري هو انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان في أحقية أي مواطن في أن يمتثل أمام قاضيه الطبيعي , كما ندين أحكام الإعدام الباطلة المتتالية بحق طلابٍ لاجُرمَ لهم سوي جريرة ” إبداء الرأي ” , وندين وبشدة ماآلت إليه القوانين وحقوق الإنسان في ظل نظام تحولت في عهده إلي مجرد شعارات وحبرٍ علي ورق .