في يوم الأحد الموافق 2015/3/15 , قامت قوات الأمن باعتقال “محمد عدلي” الطالب بكلية العلوم جامعة الأزهر فرع أسيوط من السكن الطلابي الخاص به بشكلٍ تعسفي مخالِف للقانون , دون تصريح أو أمر قضائي مُسبب بالاعتقال , ليتم اقتياده إلى مقر قسم ثانِ أسيوط , حيث وجهت له النيابة العامة عدة تهم من أبرزها : الانضمام لجماعة محظورة أسست على خلاف القانون , وحيازة أوراق تحتوي شعار “رابعة” , وذلك في القضية رقم 1430 لسنة 2015 إداري ثان أسيوط , ومن ثم صدر قرار النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات.

ودون مراعاة لظروف الطالب الصحية , والذي كان يعاني من اضطرابات نفسية بسيطة , ونتيجة لظروف الاحتجاز السيئة بمقر قسم ثانِ أسيوط بالإضافة إلى منع العلاج والأدوية عن الطالب , تدهورت صحته بشكل ملحوظ , ليتم عرضه على مستشفى الصحة النفسية بأسيوط في يوم الأربعاء الموافق 2015/3/18 بناءًا على قرار نيابة ثانِ أسيوط، حيث صدر التقرير الطبي للطالب مفيدًا بإصابته بانفصام الشخصية فتقرر على إثر ذلك ايداعه بمستشفى الصحة النفسية بأسيوط لمدة 45 يوما , ليتم ترحيله بعدها  إلى مستشفى “العباسية” بالقاهرة.

استمرت حالة الطالب الصحية والنفسية في التدهور , حتى تمكن محاميه بعد قرابة شهر ونصف الشهر على اعتقاله من عمل استئناف على قرار حبسه , وعلى الرغم من إثبات تردّي حالة الطالب الصحية بالتقارير الطبية , إلا أن قاضي الاستئناف بمحكمة جنح مستأنف ثانِ أسيوط  قرر أول أمس الخميس الموافق 2015/4/30 استمرار حبس الطالب 45 يومًا حبسًا احتياطيًا على ذمة التحقيقات واستمرار إيداعه بمستشفى “العباسية” دون الاستماع لأقوال المحامين , بالإضافة إلى رفضه دخول الطالب إلى غرفة المداولة بادعاء أنه “مجنون”.

ووفقًا لشهادة ذوي الطالب وأصدقائه والذين تمكنوا من رؤيته أمس الجمعة الموافق 2015/5/1 بعد منع الزيارة عنه منذ اعتقاله وحتى اللحظة , فقد تدهورت حالة الطالب الصحية بشكل مبالغ فيه حيث بدت عليه آثار الإعياء الشديد , كما فقد الكثير من وزنه , ناهيكَ عن حالته النفسية والتي تدهورت هى الأخرى بشكل كبير حسب شهاد ذوي الطالب والتي ذكروا فيها أن الطالب لم يتفاعل معهم أثناء الزيارة , حيث أصيب بحالة من الذعر من التعامل مع أى شخص بسبب احتجازه بمستشفى “العباسية” للأمراض النفسية دون ضرورة حقيقية لذلك , حيث كان الطالب يدرس ويمارس حياته بشكل طبيعي مع تلّقيه العلاج المناسب لحالته , والذي تم منعه عنه منذ اعتقاله.

ونحن بـِ “مرصد طلاب حرية” ندين وبشده هذا التعامل اللإنساني من قبل الأجهزة الأمنية بحق الطالب والذي أدى إلى تدهور حالته الصحية ليتحول من طالب بكلية العلوم إلى نزيل بمشفى للأمراض النفسية , كما نطالب منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المعنية بسرعة التدخل لإنقاذ الطالب والعمل على تلقيه العلاج المناسب لحالته , كما ونطالب بسرعة إخلاء سبيل الطالب استنادًا على حالته الصحية وخصوصًا أن اعتقاله جاء بشكل تعسفي دون تصريح وعلى خلفية انتمائه السياسي دون وجود جريمة حقيقية تستوجب الاعتقال , كما ونحمل الأجهزة الأمنية للسلطة الحالية المسئولية كاملة عن سلامة الطالب.