” لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه ” , هكذا نصت المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , وهذا ماقامت السلطات الحالية والمتمثلة في الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية , بمخالفته وضربه عرض الحائط , ففي سابقة هي الأولي من نوعها تم اليوم الأحد الموافق 17/5/2015 تنفيذ حكم الإعدام بحق 6 أشخاص من بينهم طالب بالمرحلة الثانوية .

” عبد الرحمن سيد رزق ” الطالب بالمرحلة الثانوية البالغ من العمر 19 عامًا , أحد المتهمين في القضية التي عُرِفت بـ” عرب شركس ” , تلك القضية العسكرية التي وقعت أحداثها في التاسع عشر من مارس لعام 2014 , وعلي الرغم من اعتقال الطالب في السادس عشر من مارس من العام 2014 من أحد الشوارع بمدينة 6 أكتوبر , إلا أنه تم اتهامه وآخرين في تلك القضية العسكرية والتي وقعت أحداثها قبيل اعتقاله بثلاثة أيام , مما يدل علي بطلان تلك الاتهامات .
حيث قامت قوات الأمن بإخفائه قسراً لمدة أسبوع بمقر أمن الدولة المعروف بـ” لاظوغلي ” , ثَبُتَ بعد ذلك تعرضه خلال تلك الفترة لعمليات ممنهجة من الانتهاكات والتعذيب , ليتم ترحيله بعد ذلك إلى سجن “العقرب” شديد الحراسة , وإحالته إلي المحاكمةالعسكرية علي خلفية اتهامه بـ” تنفيذ هجوم مسلح استهدف منطقة الأميرية بالقاهرة , قتل ضابطين أمن بمخزن عرب شركس , حيازة أسلحة وذخيرة ومفرقعات , والانضمام لخلية إرهابية .

وفي الحادي والعشرين من أكتوبر لعام 2014 , قضت محكمة الهايكستب العسكرية بإحالة أوراقه وخمسة آخرين إلي المفتي , ذلك الحكم الذي قامت هيئة الدفاع بالطعن عليه , لتقضي المحكمة العسكرية العليا برفض النقد وتأييد حكم الإعدام في يوم الثلاثاء الموافق 24/3/2015 .

ليتم تنفيذ حكم الإعدام اليوم , علي الرغم من بطلان التهم وتقديم الأدلة الدامغة التي تثبت براءة الطالب ومن معه وعدم ارتباكهم لتلك الجريمة , وعلي الرغم من بطلان سير المحاكمة أمام محكمةٍ عسكرية , مخالفة لما ورد بنص المادة ( 10 ) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : “لكل إنسان على قدم المساواة التامة مع الآخرين الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة نظرًا منصفًا وعلنيًا للفصل في حقوقه والتزاماته وفي أية تهمة جزائية توجه إليه ” .

فضلًا عن انتهاك حق الإنسان في الحياة وإنهاء حياته بُناءً علي أرائه السياسية, والذي ماخلا قانون من قوانين حقوق الإنسان أو حتي الدستور الحالي من تأكيده , محاكمات باطلة في ذاتها فهي قائمة علي تُهمٍ تتضمن في باطنها تعدٍ واضح على حقوق كفلها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان , وتنفيذ لحكم الإعدام علي الرغم من الأدلة الدامغة علي براءة المتهمين, الأمر الذي يتنافى في حد ذاته مع تعزيز الاحترام العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية ومراعاتها وفقا لميثاق الأمم المتحدة وللعهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان.

ونحن بمرصد” طلاب حرية ” ندين وبشدة هذا الانتهاك , بل وندين ماآلت إليه حقوق الإنسان في ظل النظام الحالي ويشيد بذلك أن أكثر من ثلثي دول العالم قد ألغت عقوبة الإعدام في القانون أو في الممارسة، في حين سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى معدلات عالمية للإعدام بالنسبة لكل شخص, كما ونطالب الهيئات القضائية بالعودة إلي أساس نزاهتها , وعدم نظر القضايا من وجهةٍ مسيسة والتزام القوانين , ونؤكد علي أن ماحدث انتهاك صارخ ليس مخالفًا للقوانين فحسب بل انتهاك بحق الإنسانية بأكملها .

29