– في السجون المصرية لا تسأل عن الرعاية الطبية فالقوانين أصبحت مجرد شعارات في ظل نظام تحولت في عهده السجون لمقار للموت البطيء , ففيها مرضي تزداد حالتهم سوءا وأصحاء يمرضون بسبب عدم وجود الرعاية الطبية، وقد كان “محمد أوسام عبد العزيز علي راشد”، الطالب بالفرقة الرابعة بالمعهد التكنولوجي بالعاشر من رمضان أحد المرضي الذين ازدات حالتهم سوءا بعد دخولهم للسجن، مما يعد مخالفة لما ينص عليه قانون السجون في مادته رقم (33) من أنه” يجب على مدير السجن أو مأموره تنفيذ ما يشير به طبيب السجن فيما يختص بتعديل معاملة أو غذاء مسجون وفق ما تستدعيه حالته الصحية “.

بدأت حالته الصحية في التدهور عندما اعتقلته قوات الأمن للمرة الأولى اعتقالا تعسفيا مخالفا للقانون في يوم 16 من أغسطس 2013 من ميدان رمسيس، وظل في محبسه لمدة 5 أشهر ليخرج منه حاملاً معه مرض الفيروس الكبدي الوبائي، وبعد رحلة للطالب مع العلاج وإتمام شفائه من هذا الفيروس ، ظهرت عليه أعراض مرض جديد وهو الانسداد في القنوات المرارية وتضخم المرارة، لتستمر معاناة الطالب حيث أجرى عملية جراحية في فبراير الماضي لتوسيع القناة المرارية وتركيب دعامة في بطنه.

وفي يوم الثلاثاء الموافق 21 إبريل الماضي، كان الطالب على موعد مع انتهاك جديد لقوات الأمن التي لم تراعي الظروف الصحية السيئة له ، حيث اعتقلته بشكل تعسفي مخالف للقانون من منزله للمرة الثانية ، وقامت بإخفائه قسرياً لمدة أربعة أيام، ليظهر بعدها أمام النيابة العامة التي وجهت له تهم صناعة المتفجرات، والانتماء لجماعة محظورة، وتوزيع منشورات، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الطريق، ليتم احتجازه داخل قسم ثان العاشر من رمضان في ظروف متردية، ونتيجة لتعنت إدارة القسم في إدخال العلاج الذي يحتاجه الطالب 3 مرات يومياً، ظهرت عليه أعراض مرض الانسداد في القناة المرارية، وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير.

وبعد محاولات وضغوط عديدة من الأهل في الخارج والمعتقلين معه في الداخل الذين هددوا بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام إذا لم يعالج الطالب، قامت إدارة السجن بإخبار محمد بأن يستعد لكي يذهب للمستشفى لتلقي العلاج، ليقوموا بوضعه في عربة الترحيلات من الساعة 9 صباحا إلى 4 عصرا دون أن يصطحبوه إلى المستشفى واستمروا على هذا الأمر يوم الأحد والاثنين والأربعاء والخميس دون ذهاب محمد الى المستشفى وتدهور حالته الصحية ، ويوم الخميس الماضي ساءت حالته الصحية كثيرا مما دفع المعتقلين الى الصراخ والصياح ليستجيب القسم لعلاج الطالب ، وبعد تلك المحاولة قام الأمن باصطحاب محمد الى المستشفى، وعند إجراء أشعة على مكان تركيب الدعامه تبين إصابته بالتهاب شديد في القنوات المرارية مما يعني أنه بسبب تعنت السجن ورفضه العلاج فإن الطالب مريض أكثر من ذي قبل مما يستدعي أن يستئصل الطبيب له المراره أو الطحال.

معاناة جديدة لطالب تقترب حياته من نهايتها في ظل تعنت مستمر من السلطات المصرية الحالية في تقديم العلاج المناسب له، و صرخات تزداد يوم بعد يوم من أجل أن يحصل الطالب على حقوقه المشروعة والتي كفلتها له كل القوانين والمواثيق المحلية والدولية، ولكن المقابل هو التجاهل والتعنت اللذان أصبحا هما سيدا الموقف، ومن ناحيتنا فإننا بمرصد” طلاب حرية ” ندين وبشدة تلك الانتهاكات التي تعرض لها الطالب، مطالبين بضرورة الإفراج عنه من أجل تلقى العلاج المناسب، ونحمل المسؤولين بوزارة الداخلية وبالحكومة الحالية كامل المسؤولية في الحفاظ على حياة الطالب وسلامته الشخصية.