-منذ أن أصبح التعبير عن الرأي جريمة عقابها القتل بدلًا من أن يكون حقًا كفلته جميع القوانين والمواثيق , ونحن نرى عشرات القتلى من الطلاب على يد قوات الأمن بمختلف المحافظات وبمختلف الأساليب , كان الثالث من يوليو لعام 2013 هو بدء تولي النظام الحالي مقاليد الحكم عقب تظاهراتٍ طالبت برحيل الرئيس المصري الأسبق “محمد مرسي “، ليتم على إثرها عزله من قبل القوات المسلحة المصرية في بيان لقائدها العام والرئيس الحالي لجمهورية مصر العربية “عبد الفتاح السيسي” وتعيين المستشار “عدلي منصور” رئيس المحكمة الدستورية حينها رئيسًا مؤقتًا لحين إجراء انتخابات رئاسية وتنفيذ ما أُطلقَ عليه “خارطة الطريق” والتي أُعلن عنها في ذلك اليوم من عام 2013 .
ومع انتهاء ذاك البيان بدقائق سقط أول قتيل من الطلاب المصريين بميدان “رابعة العدوية ” حيث كان يتواجد مؤيدي الرئيس المعزول “محمد مرسي ” وهو :”محمد شحاته سيف اليزل” الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الزراعة – جامعة الزقازيق , والذي توفي نتيجة إصابته بطلق حى بالرأس.
عامان مرا على تلك الواقعة ، شهدا الكثير من الممارسات القمعية بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، بدءًا من الاعتقال التعسفي , التعذيب , الإخفاء القسري , وحتى القتل العمد خارج إطار القانون تارة بالتعذيب حتى الموت , وتارة بالرصاص الحي ,أثناء فض التظاهرات والفعاليات الطلابية السلمية , والذي ما زال مستمراً حتى يومنا هذا دون إعتبار لأية أعراف أو قوانين نصت على ضرورة التدرج في استخدام العنف وعدم استهداف المتظاهرين بشكل مباشر يؤدي إلى الموت , ففي الذكرى الأولي للثالث من يوليو لعام 2013 ، سقط عدد من القتلي بين صفوف الطلاب نتيجة العنف المفرط , حيث شهد يوم الثالث من يوليو 2014 مقتل كلًا من :
1-“محمد بهاء الدين عبدالرحمن” الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة – جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب , والذي توفي نتيجة إصابته برصاص حي بالصدر أثناء اعتداء قوات الأمن على تظاهرة بمنطقة الهرم بالجيزة .
2-“عبدالرحمن هلال” الطالب بالفرقة الثانية بكلية الزراعة بقسم التغذية – جامعة القاهرة , والذي توفي نتيجة إصابته برصاص حي بالبطن إثر اعتداء قوات الأمن على تظاهرة بمنطقة الهرم بالجيزة .
3- ” محمود يحيى ” , الطالب بالفرقة الرابعه أصول دين بازهر المنصورة , والذي تم انتشال جثته من مياه النيل بعد اختفائه لمدة يوم كامل عقب تظاهرة بمركز أجا بمحافظة الدقهلية , حيث أفاد شهود عيان أن الطالب كان قد تم إلقاء القبض عليه مع 3 من زملائه , ووضعه في مدرعة , تمكن فيما بعد من الهروب والقفز في مياه النيل , في حين استمر البحث عنه لمدة 24 ساعه , حتي طفت جثته علي سطح الماء فيما بعد .
عامان مضيا منذ تولي السلطة الحالية مقاليد البلاد ومازالت ممارسات قوات الأمن بحق الطلاب لم تتوقف , فحتى هذه اللحظة تتم مخالفة جميع ما نصت عليه المواثيق الدولية وقوانين حقوق الإنسان المنصوص عليها ببنود الإعلان العالمي للحقوق والحريات , والتي تلزم جميع الدول الموقعة عليها – ومن بينهم مصر- باحترام ما جاء فيها وعدم مخالفة أيا منها , ولكن – وعلى ما يبدو – أن هذه البنود ما وُضعت إلا ليتم انتهاكها ومخالفتها من قبل الأجهزة الامنية للنظام الحالي , جرائمٌ دوليةٌ بحق الشعوب وخاصة إذا كانت ممارستها من قبل الأجهزة الأمنية بناء علي الرأي السياسي والذي أقرته كل القوانين حقًا أساسيًا لكل فرد طالما لم تتم مخالفتها, كما ضمنت لكل فرد حقه في الحياة ,لتأتي المادة الثالثة من ذاك الإعلان لتُقِرَ في نصها علي أنه ” لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه” .
فضلًا عن أن معظم وقائع قتل الطلاب حدثت خلال تظاهرات سلمية معارضة للنظام، مما يُعدّ انتهاكًا للعهدِ الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في مادته رقم (21) والتي نصت على أن ” يكون الحق في التجمع السلمي معترفا به، ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق إلا تلك التي تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابير ضرورية، في مجتمع ديمقـراطي، لصـيانة الأمن القومي أو السلامة ا لعامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم” .
ومن جانبنا نحن بـِ مرصد “طلاب حرية ” نستنكر مثل تلك الأعمال التي تنافي مبادىء حقوق الإنسان وتعارض ما نصت عليه القوانين والدساتير المحلية والدولية, كما ونكرر ندائنا للسلطات القضائية والمنظمات الحقوقية بضرورة إجراء تحقيقات عاجلة وشفافة في جرائم القتل العمد من قبل الأجهزة الأمنية للسلطات الحالية، لما لغياب العدل والقانون في الدولة خطورة كبيرة، كما ونطالب السلطات الحالية بسرعة وقف مثل هذه الممارسات بحق طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد المصرية، ومحاسبة المتورطين بها, ومعاقبة كل من قام بمخالفة القانون .
التعليقات