في أوائل شهر مايو الماضي، قامت قوات الأمن باعتقال “محمد طلبة عبدالشافي” الطالب بالفرقة الأولى بقسم الهندسة المدنية بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بكفر الشيخ والمعروف بإسم “معهد الشريف”، اعتقالا تعسفيا مخالفا لما ورد بنص المادة رقم (54) من الدستور المصري الحالي، وذلك من مقر عمله، حيث تم اقتياده إلى مكان غير معلوم حتى ظهر في يوم  الخميس الموافق 2015/5/14 بمحكمة “دسوق” ليصدر القرار بإحلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 1000 جنيه.

وعلى الرغم من صدرو قرار إخلاء سبيل الطالب بعد ظهوره بالمحكمة، فقد فوجئ ذووه باقتياده إلى مكان غير معلوم حتى اللحظة، حيث تستمر قوات الأمن في إنكار معرفتها بمكان الطالب منذ أكثر من 77 يومًا، على الرغم من كونه كان محتجزًا لدى قوات الأمن وقت اختفائه، مايعدّ مخالفة واضحة لجلّ القوانين الدولية خاصة ما ورد بنص المادة رقم (1) من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، حيث جاء فيها أنه “لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأية حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري”.

ومن جانبنا، فإننا بمرصد “طلاب حرية” ندين وبشدة هذه السياسة القمعية التي تصر الأجهزة الأمنية المصرية على انتهاجها في التعامل مع طلاب الجامعات المصرية، حيث لم يكد الطالب ينج من إختفاء قسري ليظهر عدة ساعات، حتى يختفى مرة أخرى دون أى معلومات عن مكان احتجازه، دون أى تحرك من السلطات الحالية للكشف عن مصير الطالب، ودون التفات للقوانين الدولية والمحلية التي تضربُ الأجهزة الأمنية بها عرض الحائط، ومن هنا فإننا نطالب السلطات الحالية بسرعة التدخل للكشف عن مصير الطاب، كما نحمل الأجهزة الأمنية المسئولية كاملة عن سلامة الطالب الشخصية.