“إسراء خالد محمد سعيد” ابنة الـ 21 عاماً الطالبة بكلية الهندسة مدينة الثقافة و العلوم، اعتقلت من منزلها فجر يوم الثلاثاء الموافق 2015/1/20 كما اعتقل أبيها وأخيها قبل أن يتم اقتيادها لمديرية أمن بنى سويف وسط إهانات من العساكر والمخبرين، ليأتي بعد ذلك عرضها على النيابة قبل أن تقرر حبسها على إثر اتهامها بعدة تهم منها ( حيازة ار بى جى – إدارة صفحات على الفيس بوك تحرض ضد الجيش و الشرطة و سب ظباط الجيش و زوجاتهم – حرق مزرعة ظابط بمركز الواسطى – حرق محوﻻت كهربائية ) .
تم ترحيل “إسراء” إلى سجن المنيا في الـ 21 فبراير لتكون بذلك أول معتقلة سياسية يتم ترحيلها إلى هذا السجن ، وهناك تعرضت إسراء إنتهاكات جسيمة لم تحدث لحرائر بني سويف من قبل دخلت “إسراء” على إثرها فى اضراب عن الطعام بسبب سوء معاملة السجن لها والإنتهاكات المُستمرة بحقها، قبل أن يتم وضعها مع الجنائيات في انتهاك صريح ومُتعمد من إدارة السجن التي سمحت للجنائيات بالخروج واستخدام الحمامات في أي وقت ومنعت إسراء من ذلك إﻻ بضعة دقائق صباحاً و مساءاً .
“إسراء خالد” التي تقبع في زنزانة انفرادية إذ يتم غلق النور بها بعد الثامنة مساءاً لتُكمل ليلها في ظﻻم حالك في مساحة لا تتعدي المترين، يُذكر أن والد اسراء توفى داخل السجن نتيجة الإهمال الطبى و منعه من تلقى العلاج بعد اعتقاله لأكثر من عام، كما تم منع إسراء من حضور جنازة أبيها او رؤيته أثناء مرضه، ولم تكن تعلم إسراء بوفات أبيها حتى فاجأها أحد الضباط أثناء عرضها في إحدى الجلسات ضاحكاً قائلاً لها “روحي سلمي على صحْباتك علشان يعزوكي ” وعلى إثر ذلك انهارت إسراء ووقعت مغشيةً عليها .
تم ترحيلها إلى سجن القناطر بعد إعتقالها بـ 4 أشهر لأداء الإمتحانات قبل ارجاعها إلى سجن المنيا لاستكمال حبسها وبعد ذلك تم ترحيلها لسجن بنى سويف لعرضها على النيابة و من ثم التجديد لها 15 يوم فى أكثر من قضية دون أى مُراعاة لما تتعرض له من انتهاكات لكثرة الترحيلات فى أسبوع واحد ليتم منعها شهرين كاملين من جلسات النيابة قبل أن يتم عرضها فى مجمع محاكم بنى سويف يوم 12 اكتوبر، لتقضي محكمة الجنايات بتأجيل إلى جلسة يوم الأحد الموافق 2016/1/3 لتُكمل بذلك عاماً كاملاً داخل السجون دون محاكمة عادلة بل استمرت الانتهاكات بحقها ليكون آخر ماكتبت إسراء من داخل محبسها : “باب الزنزانة ده هيموتنى بفضل قاعدة قدامه أعيط طول الليل لحد لما أنام” .
ويُعد ما لاقته الطالبة عقب اعتقالها انتهاكات عديدة بدءًا من المعاملة السيئة، والاحتجاز مع السجينات الجنائيات، وحتى الاحتجاز في ظروف احتجاز لا تنطبق عليها أى من القوانين الخاصة بشروط مقار الاحتجاز، هو ما دفع الطالبة إلى الدخول في إضراب عن الطعام استمر قرابة العشرة أيام، وذلك احتجاجًا على ظروف الاحتجاز والمعاملة السيئة، حتى تم ترحيلها من مقر قسم شرطة بني سويف إلى سجن المنيا العمومي.
وقد جاء ما تعرضت له الطالبة من اقتحام لمنزلها وتفتيشه دون تصريح بذلك مخالفًا لما ورد بنص المادة رقم (58) من الدستور المصري الحالي بأن “للمنازل حرمة، وفيما عدا حالات الخطر، أو الاستغاثة لا يجوز دخولها، ولا تفتيشها، ولا مراقبتها أو التنصت عليها إلا بأمر قضائى مسبب”، فضلا عن اعتقالها تعسفيًا دون أمر قضائي مُسبب يُعدّ مخالفةً واضحة للمادة رقم (54) من الدستور المصري الحالي، والتي ورد بنصها أنه “فيما عدا حالة التلبس، لا يجوز القبض على أحد، أو تفتيشه، أو حبسه، أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر قضائى مسبب يستلزمه التحقيق”.
وإننا بدورنا فى مرصد “طلاب حرية” ندين تلك الانتهاكات التي تستمر الأجهزة الأمنية للسلطات الحالية في ارتكابها بحق طالبات وطلاب الجامعات و المعاهد المصرية بتعمد اعتقالهم تعسفياً وتعرضهم لانتهاكات ممنهجة ومتعمدة، كما نُطالب بفح تحقيق عاجل بشأن ما تعرضت له إسراء من انتهاكات طيلة عام كامل،كما نُحمل السلطات المصرية الحالة سلامة الطالبة الشخصية .
التعليقات