على الرغم مما ورد بقوانين الداخل المصري وغيرها من الاتفاقيات الدولية من نصوص واضحة تجرم قطعيًا تعرض أى شخص للاختفاء القسري تحت أى ظرف، إلا أنه وفي تجاهل تامٍ لتلك المواد من قبل السلطات المصرية وأجهزتها الأمنية، فقد جاءت جريمة الإخفاء القسري كواحدة من أبرز الجرائم التي قامت الأجهزة الأمنية بارتكابها وبشكل مبالغ فيه بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال الفترة الماضية، حيث قمنا بمرصد “طلاب حرية” خلال 28 شهر فقط، برصد وتوثيق مئات من حالات لطلاب تعرضوا للإخفاء القسري من قبل الأجهزة الأمنية لفترات متفاوتة وصلت في بعض الأحيان أكثر من عامين.
وحتى لحظة صدور هذا التقرير، لا يزال العديد من طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد المصرية قيد الإخفاء القسري دون أى تحرك جاد من قبل السلطات المصرية للكشف عن مكان احتجازهم أو حتى مصيرهم.
وفيما يلي يعرض عليكم مرصد “طلاب حرية” تقريره عن جرائم الإخفاء القسري بحق الطلاب خلال 28 شهر – متمثلة في البعد الزمني المنحصر بين 3 يوليو 2013 وحتى 1 نوفمبر 2015 .
للإطلاع على التقرير كاملًا :
كما يمكنكم تحميل التقرير مباشرة من هنا
ويأتي هذا التقرير عن جرائم الإخفاء القسري ضمن سلسلة من التقارير يطرحها المرصد خلال الأيام المقبلة عن مختلف الانتهاكات التي وقعت بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال الفترة الزمنية المذكورة تحت عنوان ” طلاب مصر بين المطرقة والسندان “، وللاطلاع عليها يمكنم ذلك من هنا
ملحقات :
– انفوجرافيك يوضح الذين تعرضوا لجريمة الاخفاء القسري خلال تلك الفترة :
للتحميل بجوده عالية من هنا
– شهادات ذوي بعض الطلاب علي مالحق بابنائهم اثناء تعرضهم لجريمة الاختفاء القسري :
شهادة اهل الطالب : ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣﺴﻴﻦ، ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮقة ﺍﻟﺜﺎنية ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻱ جامعة الإسكندرية :
ذكر شقيق الطالب أن قوات الأمن قامت باﻋﺘﻘﺎﻝ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺗﻌﺴﻔﻴًﺎ في ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ الموافق 8/3/2015، وذلك ﻓﻲ تمام ﺍﻟﺴﺎعة ﺍﻟﺨﺎﻣسة ﻣﺴﺎءًﺍ ﻣﻦ أحد المقاهي، حيث ﺗﻢ ﺍﻗﺘﻴﺎﺩﻩ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ، لتتوارد بعدها أنباء إلى ذوي الطالب باحتجازه بالطابق الرابع ﺑمقر ﻤﺪﻳﺮﻳﺔ أﻣﻦ ﺍلإﺳﻜﻨﺪﺭية، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ “ﺴﻠﺨﺎنة الدور الرابع” – على حد تعبير شقيقه – ﻭأﻧﻪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻴﻌﺘﺮﻑ ﺑﺠﺮﺍﺋﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ – على حد قوله – .
وواصل شقيق الطالب حديثه قائلا أنه ﻋﻨﺪ ﺫﻫاﺐ ذوى الطالب ﻭﻤﺤامه إﻟﻰ مقر ﺍﻟﻤﺪﻳﺮية، أﻧﻜﺮﻭﺍ ﻭﺟﻮﺩ الطالب لديهم، مما دفع ذوو الطالب إلى إﺭﺳﺎﻝ ﺗﻠﻐﺮﺍﻑ إلى اﻠﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺍلأﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ، بالإضافة إلى ﻣﺤﺎﻣﻲ ﻋﺎﻡ ﺷﺮﻕ ﺍلإﺳﻜﻨﺪﺭية ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠية، ﻏﻴﺮ أﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻴﺌﺎ ولم يتمكنوا من معرفة مكان احتجاز الطالب.
جديرٌ بالذكر أنه تمت إحالة الطالب إلى محكمة الجنح، التي قضت ببراءته في يوم الثلاثاء الموافق 28/4/2015، حيث تم إخلاء سبيله في يوم الخميس الموافق 30/4/2015.
شهادة اهل الطالبة : هناء يوسف حامد سيد، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية البنات جامعة عين شمس :
ذكر ذوو الطالبة أنه تم اعتقالها ضمن مجموعة من الطالبات أثناء ذهابهن لأداء الامتحان بجامعة عين شمس في يوم الخميس الموافق 8/5/2014 في تمام الساعة السابعة صباحا، حيث تم اقتيادهن إلى مكان جهة غير معلومة، واستمر ذوو الطالبة في البحث عنها وسط إنكار من جميع الأقسام ومراكز الشرطة احتجازهم لها، حتى وردت إليهم أنباء باحتجاز الطالبة بمقر قسم “الوايلي” والذى كان قد أنكر من قبل احتجازه للطالبة وفقا لما ذكره لنا ذووها.
وأضاف ذوو الطالبة أنهم علموا بعد ذلك أنه تم احتجاز الطالبات ومن بينهم الطالبة “هناء يوسف” بشكل غير رسمي دون أن يتم إدراج أسمائهن في الكشوف، كما علموا أنه تم ترحيلهن أيضا سرا لمكان غير معلوم دون أن يتم إدراج وأسمائهن في مصلحة السجون، ودون عرضهن على النيابة العامة أو أى جهة تحقيق مختصة.
وقد ذكر لنا ذوو الطالبة أنهم قاموا بعمل محضر يحمل رقم 1634 لسنة 2014 اداري مركز الجيزة بمركز ابو النمرس باختفائها في يوم الجمعة الموافق 9/5/2014، أى بعد اختفائها بـ 24 ساعة طبقا للقانون، كما تم عمل تلغراف للنائب العام في يوم 11/5/2014 (برقم 4ح سنترال المنيب)، بالإضافة إلى بلاغ في مكتب النائب العام برقم 10755 لسنة 2014 شكاوى مكتب النائب العام باختفاء الطالبة.
كما وقد ذكر لنا ذوو الطالبة أنهم فوجئوا باتصال من أمين شرطة يحدثهم ويطمئنهم على ابنتهم، مفيدا بأنها تم القبض عليها اشتباهًا مع مجموعة من الطالبات، ووفقا لما ذكره ذو الطالبة، فقد رفض هذا الأمين أن يذكر لهم أي تفاصيل أخرى عنها أو عن مكان احتجازها، وظل مصير الطالبة مجهولا حتى تم الإفراج عنها دون توجيه تهم إليها أو عرضها على النيابة العامة.
شهادة اهل الطالب : ﻋﺎﺑﺪ أﺑﻮﻣﻮﺳﻰ، ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮﻗﻪ ﺍﻟﺜﺎنية ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎرة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺩﻣﻴﺎﻁ :
ذكرت والدة الطالب لنا أنه ﺗﻢ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ نجلها مساء ﻳﻮﻡ ﺍلجمعة الموافق 27/2/2015 أﺛﻨﺎء قيامه بالتجول ﺑﺮﻓﻘﺔ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭة، وذلك لدى ﻣﺮﻭﺭﻫﻢ ﺑﻜﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﺑﺪﻣﻴﺎﻁ، وأخبرتنا والدة الطالب أن ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎء الذين ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺮﻓﻘﺘﻪ أخبروها أن قوات الأمن ﻗامت باقتياده إﻟﻰ مقر ﻣﺮﻛﺰ شرطة ﺩﻣﻴﺎﻁ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺟﻬﺖ والدة الطالب ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ أﻧﻜﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺟﻮﺩﻩ لديه.
وأضافت والدة الطالب أنها وﻋﻨد ﺫهابها إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍلتالي، ﻗﺎﺑﻠﺖ أحد السجناء المحتجزين بمركز ﺩﻣﻴﺎﻁ، ﻭﺑﺴﺆاﻟﻬﺎ ﻟﻪ ﻋﻦ نجلها أخبرها أﻧﻪ ﺗﻢ احتجازه في ﺯﻧﺰﺍﻧة ﻣﻌﻪ، بينما تم احتجاز أصدقائه ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﻪ أﺧﺮﻯ، ووفقا لما أخبرتنا به والدة الطالب، فإن هذا السجين أخبرها أن الطالب ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺬيبه ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻛﺎﻟﺼﻌﻖ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء، ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ، وحسب ما ذكره لها السجين، فإن أفراد الأمن الذين كانوا يقومون بعملية التعذيب ﻛﺎﻧﻮﺍ يقومون بتعذيب الطالب حتى يصيبه الإغماء، ويستمر مسلسل التعذيب فور إفاقته.
وأكملت والدة الطالب حديثها بأن هذا الوضع ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ قامت الأجهزة الأمنية باقتياد الطالب إﻟﻰ جهة غير معلومة، مما دفعها إلى عمل ﺗﻠﻐﺮﺍﻑ ﻟﻠﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ، إلا أن ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﺷﻴﺌﺎ – على حد وصفها- حيث ظل مكان احتجاز الطالب مجهولا، حتى وردت أنباء إلى والدته ﺑﻌﺪ ﺒﻀﻌﺔ أﻳﺎﻡ تُفيد بأن الطالب محتجز ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍلأﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ، إلا أنها ووفقا لما ذكرته لنا، فإنها لم يُسمح لها برؤية نجلها أو ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ أﻭ ﺣﺘﻰ إﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻪ، لتختم والدة الطالب حديثها بأنها وحتى اللحظة لم يُسمح لها برؤيته ولا تعلم ما إﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ أﻡ ﻻ.
التعليقات