للسجناء حقوقٌ قانونية مكفولة، وأولها حفظ الكرامة والمعاملة الإنسانية اللتين أقرّتهما كافة القوانين الدولية والمحلية ومن بينها قوانين الداخل المصري التي نصّت بوضوح على وجوب معاملة كل من يُقبض عليه بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز إرهابه أو إيذاؤه بدنيا أو معنويًا، بل إنها نصّت على أن التعذيب بكل صوره “جريمة” لا تسقط بالتقادم، كما حددت عقوبة كل من يثبت ارتكابه لها بحق أى محتجز في المادة رقم (282) من قانون العقوبات المصري.
بيدَ أن تلك المواد والقوانين لم يكن لها صدى لدى الأجهزة الأمنية للسلطات المصرية التي أمعنت في انتهاكها وخرقها بشكل صارخ، حيثُ جرائم تعذيب ممنهجة تم ومازال يتم ارتكابها بحق المعتقلين بمقار الاحتجاز المختلفة في أنحاء الجمهورية، بدءًا من الضرب المبرح بأدوات حادة، والإبقاء على أوضاع مؤلمة لفترات طويلة، والصعق بالكهرباء، حتى وصل الأمر حد ارتكاب جرائم غير أخلاقية فضلا عن كونها غير قانونية بحق المعتقلين كالاعتداءات الجنسية وجرائم الاغتصاب، وهو ما تمكنت وحدات العمل لدينا من رصده وتوثيقه من خلال ما رد إلينا من شهادات مروّعة لطلاب وقعت بحقهم تلك الجرائم عقب اعتقالهم واحتجازهم لدى قوات الأمن المصرية.
وفضلًا عن جرائم التعذيب بحق الطلاب المعتقلين، تمارس الأجهزة الأمنية المصرية ضروب من التعنت الغير مبرر بحق الطلاب المرضى، باحتجازهم في ظروف قاسية مضاعفة للمرض وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم، أو بمصادرة الأدوية الخاصة بهم أو منع دخولها إليهم، في مخالفة أخرى للقانون الدولي والمحلي فيما يتعلق بحقوق السجناء، وقد أدت تلك التعنتات في بعض الأحيان إلى الوفاة إثر تدهور الحالة الصحية للطلاب المرضى، وهو ما يعد جرائم قتل عمد خارج إطار القانون تستوجب معاقبة المسئولين عنها.
تفاصيلٌ وافية عن تلك الجرائم وغيرها من الانتهاكات بحق الطلاب المعتقلين بالسجون المصرية، نعرضها عليكم من خلال التقرير التالي عن “حالات التعذيب وانتهاكات السجون” بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال 28 شهر متمثلة في البعد الزمني المنحصر بين 3 يوليو 2013 وحتى 1 نوفمبر 2015.
يمكنكم تحميل التقرير مباشرة من هنا .
او الإطلاع على التقرير مباشرة :
يجدر بالذكر أن هذا التقرير يأتي ضمن سلسلة من التقارير التي بدأنا ونستمر في طرحها خلال الأيام المقبلة عن مختلف الانتهاكات التي وقعت بحق طلاب الجامعات والمعاهد المصرية خلال الفترة الزمنية المذكورة، تحت عنوان ” طلاب مصر بين المطرقة والسندان “، ويمكنكم الإطلاع على التقارير السابقة من هنا .
التعليقات