في مثل هذا اليوم –الثامن من فبراير – من العام الماضي، تم قتل 5 طلاب جامعيين ضمن عشرات القتلى من مشجعي نادي “الزمالك” الذين سقطوا في محيط استاد “الدفاع الجوي” بالتجمع الخامس بالقاهرة، وذلك عقب توافدهم إلى الاستاد لحضور مباراة كرة القدم التي كانت مقامة في مساء نفس اليوم، وجاءت أسماء الطلاب الخمسة وبياناتهم كالتالي :

1-شريف الفقي، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة الأزهر.

2- أحمد مدحت توني، الطالب بالمعهد التكنولوجي العالي – فرع 6 أكتوبر.

3- إسلام عماد، الطالب بكلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

4-محمد صلاح سليم، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية.

5- عصام محمد عبدالقادر عبدالسلام، طالب يبلغ من العمر 19 عام ومقيم بمدينة المحلة بمحافظة الغربية.

وكان مصدرٌ مسئولٌ بالمركز الإعلامي لوزارة الداخلية المصرية قد صرّح في وقت الحادثة أنّ عشرات الآلاف من المشجعين كانوا قد توافدوا إلى مقر الاستاد وتدافعوا لاقتحام بوابات الاستاد وتسلق أسواره، وعلى إثر هذا التدافع أصيب وقتل العشرات وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة – وفقا لما ذكره – كما أضاف المصدر أن آلاف المشجعين توجهوا إلى الطريق المؤدي إلى الاستاد وقاموا بتعطيل حركة المرور وإيقاف الحافلة التى تُقل لاعبى فريق نادي الزمالك، كما اتهم المصدر المشجعين بإضرام النيران فى إحدى سيارات الشرطة، وأضاف أن قوات الأمن قامت بتفريق المشجعين وتأمين وصول اللاعبين لأرض الملعب.

في حين جاءت رواية شهود العيان والناجين من الحادث مخالفة بشكل تام لرواية مسئولي الدولة ووزارة الداخلية المصرية، حيث جاءت شهادة العشرات من الشهود متطابقة إلى حد كبير ومفادها أنّ آلاف من المشجعين تم إدخالهم من ممر ضيق وصفوه بـ “القفص” محاطٌ بأسلاك شائكة، على وعد أن يتم إدخالهم إلى الاستاد خلال دقائق، إلا أنه وبعد فترة لم يتم فتح أبواب الاستاد للمشجعين مع وجود الآلاف منهم في ذلك الممر، وهو ما أدى إلى حدوث العديد من حالات الاختناق، وعند مطالبة المشجعين بفتح البوابة رفضت قوات الأمن وهو ما أدى إلى تدافع المشجعين نتيجة اختناقهم بالممر، ومن ثم قامت قوات الأمن بإغلاق الممر كما قامت – وفقًا لما رواه الشهود – بإطلاق قنابل من الغاز الحارق والغاز المسيّل للدموع على جموع المشجعين، وهو ما أدى إلى تدافع شديد بينهم مما أدى إلى سقوط المئات تحت أقدام المتدافعين، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات بالاختناق داخل الممر وفي محيط الاستاد.

وذكرت شهاداتٌ أخرى أن سبب التدافع هو سقوط الأسلاك الشائكة على المشجعين داخل الممر، وبدلًا من أن تقوم قوات الأمن بإخراج المشجعين قامت بإغلاق الممر الذي أطلق عليه عدد من شهود العيان اسم ممر الموت، كما ذكروا أن قوات الأمن استخدمت طلقات الرصاص الحي والخرطوش إلى جانب قنابل الغاز، وعلى عكس ما ذكره المسئول بوزارة الداخلية فقد ذكر أحد الناجين من الحادثة أنّ قوات الأمن لم تقم بتقديم أى مساعدة لأى من المصابين حول الاستاد بل إن بعض شهود العيان ذكروا أن أفرادًا من الأمن كانوا يقومون بسرقة المتعلقات الشخصية من جثامين القتلى أو من فاقدي الوعي.

اليوم، وبعد عامٍ كاملٍ من الواقعة، لم يتم استكمال إجراءات التحقيق أو الفحص كما وصفها المسئول الإعلامي بوزارة المصرية في تصريحه والتي وعد باستكمالها، كما لم تقم أجهزة التحقيق المصرية بإجراء أى استقصاءات أو تحقيقات جادة في الواقعة وفيما ذكره شهود العيان من استخدام قوات الأمن للعنف المفرط خلال التعامل مع المشجعين، فيما يشير إلى تواطئ وإهمال من قبل السلطات المصرية لحياة العشرات الذين أسفرت الواقعة عن مقتلهم، في الوقت تم اتهامهم فيه من قبل الأجهزة الأمنية بإحداث أعمال شغب وتخريب دون تقديم أدلة تُثبت ذلك.

إن مرصد “طلاب حرية” يستنكر وبشدة هذا التجاهل المستمر منذ عام من قبل السلطات المصرية لتلك الواقعة وعدم التحقيق في ملابساتها، وعلى هذا يطالب المرصد السلطات المصرية المعنية بفتح تحقيق عاجل في تلك الواقعة والكشف عن ملابساتها الحقيقة وتوضيح التضارب الكبير بين رواية الأجهزة الأمنية ورواية شهود العيان، كما يطالب المرصد السلطات المصرية بالتدخل لوقف العنف المُنتهجِ من قبل أجهزتها الأمنية بحق المواطين عامة ومن بينهم فئة الطلاب، كما يطالب بمحاسبة المسئولين عن مقتل الطلاب الخمسة وغيرهم من عشرات المشجعين الذين سقطوا خلال الواقعة، وتقديمهم إلى محاكمات عادلة.