-تحكي سجون وحوائط سجون محافظة الدقهلية عن صرخات المئات من المعتقلين وعن حكايات وقصص رواها مَنْ نجوا من ويلاتها , فيا سوء حظه مَنْ يدخلها , فلا يكفيك طابور الضرب الذي تتعرض له لحظة دخولك ولا فترة التحقيق معك , بل تزداد معاناتك خلال حياتك اليومية فلم يكن حبسك بين تلك الحوائط كافياً , بل ستعيش جواً من العذاب النفسي فلا احترام للإنسان ولا لحقوقه الشخصية , فمن خلال ذلك التقرير سنقوم نحن في ” مرصد طلاب حرية ”  بعرض معاناة المعتقلين في بعض سجون المحافظة .

فأول تلك السجون مركز “محلة دمنة ” ,حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب والسب والإهانة والإنتهاك الجسدي والنفسي فبعد أن قام عدد من الضباط وأمناء الشرطة داخل بتجريدهم من ملابسهم كاملة وقاموا بضربهم والعصى، وتطورت تلك الانتهاكات بجعلهم يمسحون أرض القسم بأجسامهم، كما تم تجريدهم من العلاج ومذكرات الدراسة والأقلام والطعام وكل المتعلقات الشخصية فيما عدا الملابس وتم تمزيق كل الحقائب التي يحملونها .

ولم تكن الأحداث في مركز جمصة ببعيدة عما يحدث في مركز “محلة دمنة ” , ومع حادثة تبين مدى سوء المعاملة هناك ما تعرض له الدكتور عبدالدايم الشريف الأستاذ بكلية العلوم عندما اعترض على خلع ملابسه فانهالوا عليه بالضرب الشديد بالرغم من كبر سنه ويعاني من العديد من الأمراض وقاموا بتجريده من الملابس بالإكراه ،مما دفهم لعقاب باقي المعتقلين السياسيين داخل المركز ,بتعذيبهم والإعتداء عليهم بالضرب ورش المياه عليهم جميعابعد تجريدهم من ملابسهم .

ونختم التقرير بأسوء تلك السجون من حيث الانتهاكات والإدارة والمكان بمركز “ميت سلسبيل ” , فكانت شهادات معتقلين قمنا برصدها تتجه جميعها للحديث عن أن التعذيب المتبع فيه هو التعذيب النفسي أكثر منه عن الجسدي , وكانت من تلك المعاملات هو إجبار المعتقلين على خلع ملابسهم ووضعها في منتصف الزنزانة ووضع القمامة عليها وتغريقها بالمياه ومن ثم إجبارهم مره أخرى على إرتداء تلك الملابس , وكان أيضاً يتم إجبارهم على النزول في مكان بالسجن يسمى ” الساحة ” ويتم نزع ملابسهم بالقوة ورش المياه عليهم وهم مجردين من ملابسهم ومن ثم إدخالهم لأماكن احتجازهم بدونها ورش المياه عليهم مرة أخرى .

وخلال كتابة ذلك التقرير المبسط لعرض معاناة المعتقلين في سجون الدقهلية ومازالت تلك الانتهاكات مستمرة بحقهم وأن استمرارها يهدد حياتهم للخطر , لذا ومن دورنا نعد أننا سنستمر في رصد تلك الأعمال المنافية لحقوق الإنسان , ونحمل السلطات الحالية والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية مسؤوليتهم الإنسانية قبل الحقوقية تجاه كل مايحدث في تلك السجون .