في ظل نظام ضاعت فيه الحقوق وكثرت فيه الانتهاكات ، تقبع طالبات مصر في السجون يتعرضن لكل أنواع الانتهاكات التي تجرمها النصوص والمواثيق الدولية بداية من الاعتقال التعسفي ، مرورا بالاعتداء البدني والنفسي والإهمال الطبي وانتهاء بالتحرش و قد يصل لحد الاغتصاب ، وعلى الرغم من صرخات الطالبات وذويهن رافضين استمرار تلك الانتهاكات ، وسلوكهم كل الطرق القانونية لوقف ذلك وتقديم المسؤلين عنها إلى المحاكمة ، ولكن النظام يأبى إلا وأن يضرب بكل القوانين عرض الحائط رافضا التوقف عن ممارسة تلك الانتهاكات ، وإننا بمرصد طلاب حرية قمنا برصد أوضاع سجون الطالبات وسنسردها عليكم في السطور القادمة .

” الاعتقال التعسفي ” 

وهو الانتهاك الأول الذي تتعرض له الطالبات داخل السجون ، حيث تم اعتقال 391 طالبة في ظل النظام الحالي , إما من منازلهن أو من جامعاتهن أو من فعاليتهن المناهضة للنظام , أو حتي من أحد الشوارع اعتقالًا تعسفيا مخالفًا للقانون، ولا زال منهن 30 طالبة قيد الاعتقال حتي الآن , في انتهاك صارخ لأقل حق من حقوقهن في التعبير عن أرائهن بحرية كما كفله لهن القانون .

“الاعتداء البدني والنفسي “

تعرضت الطالبات داخل محبسهن للاعتداءات المستمرة والممنهجه التي تنوعت بين الاعتداء النفسي والمتمثل في احتجاز الطالبات بزنازين الجنائيات والسماح لهن بتناول المخدرات في حضور الطالبات ، أماكن غير مخصصه مطلقا لمعتقلي الرأي , كما تم إجبار بعض الطالبات على ارتداء ملابس خفيفة في البرد القارص , والتعدي عليهن بالسب والقذف طوال الوقت ، ناهيك من طرق التفتيش الذاتية المهينة للطالبات ومسح الزنازين ،والاعتداء البدني الذي تمثل في كشوف العذرية والحمل التي تمت لبعض الطالبات ، كما تعرضن للضرب بالكرابيج والعصي في أماكن متفرقة بالجسد, ولعل أشهر الاعتداءات البدنية على الطالبات هو ما حدث مساء الثلاثاء الموافق 10 يونيو 2014 من تعدى قوات فض الشغب على الطالبات بسجن القناطر وإصابة بعضهن بنزيف في الرحم وكسور متفرقة بالجسد .

” الإهمال الطبي “

وعلى الرغم من الاعتداءات البدنية المستمرة بحق الطالبات فى السجون, إلا أن السلطات الحالية تأبى أن توفر لهن أقل حقوقهن وهى الرعاية الطبية اللازمة ، فقد أصيبت طالبتين بمرض الغدة النكافية نتيجة عدم تعرضهن للشمس لمددطويلة ولم يتم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهن ، كما أن الطالبة ” هنادي أحمد ” التي تدهورت حالتها الطبية نتيجة الإهمال المتعمد من إدارة سجن الأبعدية بدمنهور ، حيث تم نقلها إلى مستشفى دمنهور الجامعي لإجراء عملية استئصال الزائدة الدودية ، وأكد الأطباء المشرفين على حالتها على أنه لابد وأن تبقى بالمستشفى عدة أيام لإتمام علاجها, إلا أن إدارة السجن أبت وقررت إخراجها من المستشفى فور إنهاء العملية مما عرض حياتها للخطر الشديد , وهذا لأن مستشفى السجن غير مجهزة بالمرة لإتمام علاج الطالبة ، بينما اشتكت الطالبة ” فاطمة نصار” من الآلام في الأسنان والعظام ومن سوء الرعاية الطبية , وحيث العلاج الوحيد بالسجن لألم الأسنان هو خلعها .

” تردي أوضاع أماكن الاحتجاز”

فقد كانت الأماكن التي تم سجن الطالبات بها تفتقر النظافة وقلة التهوية وانتشار الحشرات الزاحفة وبعض القوارض ، حتى وصل الوضع في سجن القناطر إلى أن الطالبات قد وجدن ثعابين تسكن في سقف العنابر الخاصة باحتجازهن ، فقمن بأخذ أحدهم والذي سقط عليهن أثناء نومهن إلى إدارة السجن ,التي قابلت الموضوع بلا مبالاة لمدة طويلة , دون النظر في حل هذه المشكلة التي قد تودي بحياة الطالبات .

وبعد عرض مقتضب لبعض الانتهاكات التي تعاني منها طالبات مصر في سجون النظام الحالي ، فإننا بـ ” مرصد طلاب حرية ” نؤكد على استمرارنا في رصد وتوثيق الانتهاكات المتتابعة للسلطات الحالية تجاه طلاب مصر ، كما نعلن رفضنا للموقف السلبي الخاص بالمؤسسات الحقوقية المصرية التي لم تقم بأي خطوة تجاه مساعدة الطالبات ,ووقف الانتهاكات التي يتعرضن لها باستمرار ، وكأن حقوق المرأة وتلك القوانين ماوُضِعت إلا لِتُخَالف , ونطالب المسؤلين بضرورة التوقف عن تلك الانتهاكات وتقديم كل من تسبب فى القيام بها إلى المحاكمة السريعة والعادلة .

شاركونا من خلال هاشتاج الحملة l  ‪#‎Whereisherright‬ ‫#‏فين_حقها‬