إلى من يهمه أمر حقوق الإنسان أو حقوق الحيوان ,
إلى من يهمّه العدل والإنصاف.

بهذه الكلمات بدأت رسالة الاستغاثة التي وردتنا من داخل مقر قسم شرطة “شبين الكوم” لتحكي عن انتهاكات بحق الإنسانية قبل أن تكون انتهاكات بحق قوانينَ دولية ومحلية , حيث جاء في نص المادة رقم (55) من الدستور المصري لعام 2014 أن :”كل من يقبض عليه، أو يُحبَس، أو تُقيّد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنيًا أو معنويًا” , كما أكدت المادة رقم (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه :”لايعرض أي إنسان للتعذيب أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة” , لتأتي تلك الرسالة لتؤكّد بوضوح على أن هذه القوانين والمواثيق لم يعد لها مكانٌ غيرَ الورق الذي كُتبت عليه.

فحسبَ ما ورد إلينا في الرسالة أنه في صباح يوم الخميس الموافق 2015/4/2 , قام أفرادٌ من المباحث وجهاز الأمن الوطني بإيقاظ جميع المعتقلين السياسيين والبالغ عددهم ما يقرب الـ34 معتقلًا , ليتم جمعهم في زنزانة لا تتسع لأكثر من 20 فردًا , حيث تم تجريدهم من ملابسهم كباراً وصغاراً دونَ مراعاةِ أن من بينهم من يقترب سنه من الستين عامًا , لتبدأ عمليات من التعذيب الممنهجِ بحقهم جميعا , بدءًا من الضرب المبرح والصعق بالكهرباء , وحتى الاعتداء اللفظي والنفسي عليهم بالألفاظ الجارحة , والتهديد بالإغتصاب.

لم تتوقف الانتهكات عند هذا الحد , فبعد تلك الممارسات المهينة بحق المعتقلين – ووفقًا لما ورد إلينا في الرسالة – قام أفراد من الأمن بسحب جميع الأدوية والنظارات الطبية والأطعمة والمصاحف الخاصة بالمعتقلين , على الرغم من كون هذه الأدوية خاصة بأمراض مزمنة كالسكر , الكبد , وأمراض الحساسية , وعدم توافرها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة بحق المرضى من المعتقلين.

ويدين “مرصد طلاب حرية” هذه الممارسات القمعية والانتهاكات الصارخة بمقر قسم “شبين الكوم” بحق المعتقلين عامة والطلاب خاصة , كما نطالب المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بسرعة التدخل للكشف عن مثل هذه الانتهاكات , كما ونطالب السلطات الحالية بسرعة وقف مثل هذه الممارسات بحق المعتقلين , وفتح تحقيق عاجل في هذه الجرائم ومحاسبة المتورطين بها.