بمرور الأيام تثبت لنا السلطات الحالية رفضها احترام حقوق الإنسان وضربها بكل القوانين الخاصة بها عرض الحائط مبرهنين على ذلك بأدلة كثيرة ، كانت آخرها تلك التجاوزات التي مُورست من قبل المسؤلين بسجن منية النصر بمحافظة الدقهلية بحق الطلاب المحتجزين هناك ، فبين اعتداء الضباط بالعصي والشوم وبين مضايقات الجنائيين داخل الزنازين يضطر الطلاب إلى استخدام الطريقة السلمية المشروعة في الدفاع عن حقوقهم وهى الإضراب عن الطعام اعترضًا منهم على تلك الممارسات التي يرفضها العقل السليم قبل أن ترفضها القوانين والدساتير .

فقد وردت أنباء أمس الاثنين الموافق 13/4/2015 تفيد أن ضابط المباحث بسجن منية النصر ” محمد الشربيني ” ومعاون المباحث “محمد أبو سمرة” قاموا بالاعتداء علي الطلاب المحتجزين بالسجن ومن بينهم ” عبد الرحمن شهيب ” الطالب بكلية التمريض ، و ” يحيى محمد مسعد عقل ” الطالب بكلية التجارة ، و ” إبراهيم أحمد إبراهيم الكاتب ” الطالب بكلية الهندسة بجامعة المنصورة وذلك باستخدام الشوم والعصي , الأمر الذي يعد مخالفة صارخة لكل النصوص والمواثيق الدولية .

واستمرت حفلة التعذيب التي تمت تحت إشراف الضباط المسئولين ، حين قام ” نصر ” القائم على نبطشية الزنزانة الموجود بها الطالب ” عبد الرحمن شهيب ” بالاعتداء عليه وسبّه بأفظع الألفاظ ، كما قام بحلق شعر رأسه وضربه ضربًا مبرحًا عن طريق تسديد الركلات المتتالية له في مناطق متفرقة بجسده ، الأمر الذي دفع الطلاب المعتقلين هناك إلي خوض إضرابًا كاملًا عن الطعام اعترضًا على تلك الانتهاكات التي يأباها العقل والقانون ودفاعًا عن حقهم في المعاملة الآدمية التي تليق بهم .

اعتداءات مستمرة و سلسلة انتهاكات تأبى تلك السلطة أن تضع حداً لها ، ومخالفة للقانون المصري في مادته55 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة الثانية والأربعون التي تنص على أن كل من يقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنيًا أو معنويًا ، كل تلك التجاوزات دون وجود رقيب أو رادع أو رادع يرد الحقوق ويحاسب المخطيء في ظل نظام تحولت في عهده كل حقوق الإنسان إلي مجرد شعارات وحبر علي ورقٍ لم يصل حيز التنفيذ بعد .