-الحق في الحياة ، كان ذلك السبب كافيا ليتجه الإنسان لسن القوانين والتشريعات التي تضمن وتحمي ذلك الحق , فعكفت منظمات حقوق الإنسان وخاصة الأمم المتحدة , والتي أنشأت بعد الحرب العالمية الثانية , حيث كان نتاجها خسائر مهولة في الأرواح البشرية , فبرز ذلك من خلال الإعلان العالمي للحقوق والحريات والذي جاء في مادته الثالثة ما يدعم ذلك والتي نصت على “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه”.

 ومع بدأ تأسيس تلك الجمعية الأممية سارعت الدول للإنضمام إليها وتأييد ما جاء في إعلانها , وكانت جمهورية مصر العربية من تلك الدول , بل وتعهدت بإصدار التشريعات والقوانين التي تجبر مؤسسات الدولة المختلفة على احترام ما يصدر من تلك الجمعية , فعمليات القتل التي حدثت في مصر خلال الأربع سنوات الماضية وخاصة ما تعرض له الطلاب في العامين المنصرمين, مغاير تماماً لتلك الالتزامات .
ومن خلال ذلك التقرير سنذكر أحد تلك الحالات ,
الطالب ذو الواحد والعشرين عاماً , “محمد عادل عطاالله” الطالب بالفرقة الثانيةبكلية دار العلوم-جامعة القاهره , والذي توفي نتييجة إصابته برصاصة مباشرة من قبل قوات الأمن بالقرب من كلية الحقوق ومبنى الإدارة فى إتجاه كلية العلوم,و اخترقت أعلى الظهر ونفذت من يسار الصدر ,حيث تسببت فى تهتك فى الرئة اليسرى ونزيف حاد فى تجويف الصدر، ولم يتم تحديد نوع السلاح المستخدم فى الواقعة ;لأن الرصاصة التى أدت لمقتله اخترقت جسده وخرجت فى نفس اللحظة , ثم سقط أمام  سلم مدخل مبنى المجلس الأعلى للجامعات .
ولم يكن ذلك الانتهاك الوحيد الذي تم في يوم الرابع عشر من أبريل 2014 , فكانت بداية الأحداث عندما أقدمت قوات الأمن على اقتحام الحرم الجامعي لجامعة القاهرة ضمن سلسة من الاقتحامات والتي تعرض لها طلاب الجامعات المصرية , فكان نتاج ذلك الكثير من الاعتقالات العشوائية والتي طالت خمسة عشر تنوعوا مابين “طالبين بجامعة الازهر و3 طلاب ثانوي وموظفين بكلية الهندسة والشركة الشرقية للدخان ” على خلفية الأحراز والتي ادعت قوات الأمن بأنها كانت بحوزتهم وهي : جهاز لاب توب محمل علية كتب عن نشأة جماعة الاخوان وكتب لسيد قطب وحسن البنا وعلامات رابعة العدوية .
ولم تكن الاعتقالات أسوء ماحدث فتعرض كثير من الطلاب لإصابات عديدة بسبب طلقات الخرطوش والرصاص الحي بصورة مباشرة من قبل قوات الأمن , ولم تكن تلك الإصابات  للطلاب فقط بل طالت بعض الصحفيين ومنهم كلاً من : “عمرو عبد الفتاح السيد” المراسل بموقع صدي البلد , والذي أصيب بطلق خرطوش بالظهر  ,و”خالد حسين حسن ” المراسل بجريدة اليوم السابع , والذي أصيب بطلق خرطوش بالصدر , وتم نقلهما إلى مستشفى قصر العينى لتدهور حالتهما .
واليوم مر عامٌ على تلك الأحداث , ومازال المتسبب في مقتل الطالب غير معلوم , وإذ نحن في “مرصد طلاب حرية ” نستنكر مثل تلك الأعمال التي تنافي مبادىء حقوق الإنسان والتي هي أساس عماد وبناء الدول , فنكرر مطالبنا للحكومة المصرية بتكوين لجان تحقيق مستقلة للكشف عن المتسبب في قتل الطالب بصورة غير قانونية , والتحقيق في كل الحالات المشابهة , ونطالب مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والعالمية بتحمل مسؤوليتها القانونية في الدفاع عن مثل تلك الحالات .