في مصر، وفي ظل النظام الحالي، أن يتم اعتقالك بشكل تعسفي وبدون سند قانوني ليست المصيبة العظمى، فقط هي بداية لسلسلة من الانتهاكات التي ستتعرض لها خلال فترة احتجازك داخل السجون المصرية، ولا تتصور أنك ستخرج بنفس الحالة الصحية التي كنت عليها قبل الاعتقال.

“محمد أوسام عبد العزيز علي راشد”، الطالب بالفرقة الرابعة بالمعهد التكنولوجي بالعاشر من رمضان، اعتقلته قوات الأمن في الـ 16 من أغسطس 2013 من ميدان رمسيس، وظل في محبسه لمدة 5 أشهر ليخرج منه حاملاً معه مرض الفيروس الكبدي الوبائي، وهذا يكفيك لتعلم مدى تردي الأوضاع الصحية داخل السجون المصرية.

وبعد رحلة للطالب مع العلاج وإتمام شفائه من مرض الفيروس الكبدي الوبائي، ظهرت عليه أعراض مرض جديد وهو الانسداد في القنوات المرارية وتضخم المرارة، لتستمر معاناة الطالب حيث أجرى عملية جراحية في فبراير الماضي لتوسيع القناة المرارية وتركيب دعامة في بطنه.

وفي يوم الثلاثاء الموافق 21 إبريل الماضي، كان الطالب على موعد مع انتهاك جديد لقوات الأمن التي لم تراعي الظروف الصحية السيئة للطالب، حيث اعتقلته بشكل تعسفي مخالف للقانون من منزله، وواصلت سلسلة الانتهاكات بإخفاء الطالب قسرياً لمدة أربعة أيام، ليظهر بعدها أما النيابة العامة التي وجهت له تهم صناعة المتفجرات، والانتماء لجماعة محظورة، وتوزيع منشورات، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الطريق.

وتم احتجاز الطالب داخل قسم ثان العاشر من رمضان، في ظروف متردية، حيث يتواجد في غرفة تسع لـ 5 أشخاص فقط أكثر من 50 معتقلاً، ونتيجة لتعنت إدارة القسم في إدخال العلاج الذي يحتاجه الطالب 3 مرات يومياً، ظهرت عليه أعراض مرض الانسداد في القناة المرارية، وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير.

ونحن في مرصد طلاب حرية ندين وبشده هذا التعامل اللاإنساني من قبل الأجهزة الأمنية بحق الطالب والذي أدى إلى تدهور حالته الصحية، كما نطالب بسرعة إخلاء سبيل الطالب استنادًا إلى حالته الصحية وخصوصًا أن اعتقاله جاء بشكل تعسفي دون تصريح وعلى خلفية انتمائه السياسي دون وجود جريمة حقيقية تستوجب الاعتقال، كما ونحمل الأجهزة الأمنية للسلطة الحالية المسئولية كاملة عن سلامة الطالب.