يصادف غدًا الأربعاء، الخامس والعشرين من نوفمبر، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، أو “اليوم البرتقالي” كما أطلقت عليه الأمم المتحدة، وفي الوقت الذي تُقام فيه أنشطة وفعاليات في أنحاء العالم لدعم حقوق المرأة ونبذ أشكال العنف ضدها، نجد أن الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة، وبدلًا من مواكبة الجهود الدولية لوقف العنف ضد المرأة، نجدها مستمرة في ممارسة ضروب من العنف والانتهاكات الصارخة بحق الطالبات، حيث قمنا بمرصد “طلاب حرية” خلال الفترة الماضية برصد وتوثيق مئات الحالات لطالبات مورست بحقهن انتهاكات عديدة من قبل السلطات المصرية.
ففي خلال الفترة الزمنية المنحصرة بين الثالث من يوليو من عام 2013 والأول من نوفمبر الجاري، أى في خلال 28 شهر فقط، قمنا برصد عدد (319) حالة اعتقال تعسفي على خلفية معارضة النظام بحق طالبات الجامعات والمعاهد المصرية بمختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى عدد (6) حالات قتل عمد خارج إطار القانون نتيجة استخدام العنف المفرط من قبل قوات الأمن المصرية في فض التظاهرات المعارضة للسلطة، كما تم رصد (424) حالة حرمان من الحق في التعليم من خلال فصلهن من الجامعات أو حرمانهن من أداء الامتحانات، وذلك بشكل تعسفي على خلفية انتماءاتهن السياسية والأيدلوجية، كما تعرضت (23) طالبة لجريمة الإخفاء القسري لفترات متفاوتة، كما أنه – ولأول مرة – تمت إحالة عدد (6) طالبات إلى القضاء العسكري على خلفية ممارستهن حقهن في التعبير عن الرأى أو التظاهر ضد النظام.
وحتى لحظة صدور هذا المقال، لاتزال الانتهاكات والممارسات القمعية تُمارس من قبل السلطات المصرية بحق الطالبات، فحتى اللحظة، ما زالت (24) طالبة قيد الاعتقال التعسفي دون تهم حقيقة أو جريرة تستوجب الاعتقال وإنما فقط على خلفية قضايا رأى أو على خلفية معارضتهن للنظام، حيث يتم احتجازهن بالسجون المصرية في ظروف احتجاز غير إنسانية فضلًا عن كونها غير قانونية، وبالإضافة إلى ذلك، تُمارَس بحقهن ضروب من المعاملات القاسية والحاطة بالكرامة، وعلى الرغم من تلك الظروف السيئة، فهناك طالبات أخريات يتعرضن لجرائم أكثر خطورة، فحتى اللحظة الحالية، لاتزال طالبتين قيد الإخفاء القسري عقب اعتقالهن من قبل الأجهزة الأمنية واقتيادهن إلى جهة غير معلومة لذويهن أو محاميهن حتى اللحظة، في مخالفة فجّة لكافة القوانين الدولية والمحلية بما فيها قوانين الدستور والداخل المصري التي جرّمت جميعا تلك الانتهاكات في نصوص صريحة.
مصحوب تصميم انفوجرافيك يوضح الانتهاكات الجسيمة بحق طالبات الجامعات والمعاهد المصرية خلال 28 شهر .
للتحميل بجوده عالية من هنا .
ومن جانبنا، فإننا بمرصد “طلاب حرية” نؤكد على إدانتنا التامة لما تم ومازال يتم بحق الطالبات في مصر من أشكال العنف المفرط التي تمارسها الدولة المصرية دون التفات لقوانين دولية أو محلية، كما ونؤكد على خطورة تلك الممارسات وآثارها السلبية على على المرأة المصرية وهو ما يؤثر بدوره على المجتمع كله، ومن هنا، فإننا نطالب الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية والمجلس القومى للمرأة بالتكاتف والعمل الجاد على وقف الانتهاكات وإلزام السلطات المصرية بتطبيق القوانين ومحاسبة المتورطين بتلك الانتهاكات، كما نؤكد في ذات الوقت على استمرار سعينا الجاد لرصد وتوثبق والكشف عن كافة الانتهاكات التي يتعرض لها طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد المصرية، وبذل كل جهودنا لوقفها.
التعليقات