قضت محكمة الجنح في جلستها المنعقدة اليوم الثلاثاء الموافق 26 يناير 2016 ببراءة كل من : “جهاد الدين مسعد” الطالب بكلية التمريض جامعة المنصورة، و “حمدين رزيق” الطالب بكلية الهندسة بجامعة السلاب الخاصة، كما قضت في نفس الجلسة بالسجن لمدة عامين وكفالة مالية قدرها 1000 جنيه بحق “محمد الدياسطي” الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة.
يُذكر أن فوات الأمن كانت قد قامت باعتقال الطالبين “جهاد الدين” و”محمد الدياسطي” في يوم الثلاثاء الموافق 1/9/2014، في حين قامت باعتقال الطالب “حمدين رزيق” في يوم الأربعاءالموافق 2/9/2014، حيث تم اقتيادهم جميعا إلى مكان غير معلوم لأيٍ من ذويهم أو محاميهم ليظلوا قيد الإخفاء القسري حتى تم عرضهم على النيابة العامة لأول مرة في يوم الأحد الموافق 6/9/2014، حيث صدر قرار النيابة العامة بحبسهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات.
وفي انتهاكٍ آخر بحق الطلاب الثلاثة، كان قد ورد إلينا تعرضهم لاعتداء بالضرب المبرح، بالإضافة إلى تقييدهم وإجبارهم على البقاء في أوضاع قاسية لفترات طويلة، وهو ما ظهرت آثاره على الطلاب الثلاثة خلال عرضهم على النيابة العامة حيث ظهرت عليهم آثار كدمات بمناطق مختلفة من الجسد، بالإضافة إلى تورم في أيديهم، ووفقًا لما ورد إلينا، فإن الأجهزة الأمنية عمدت إلى تلك الممارسات بحق الطلاب لإجبارهم على فك إضرابهم الذي كانوا قد دخلوا فيه احتجاجًا على ما يتم بحقهم من معاملات قاسية وظروف احتجاز غير قانونية.
جدير بالذكر أن ما تعرض له الطلاب منذ لحظة اعتقالهم بشكل تعسفي دون أمر قضائي، ثم إخفائهم قسريًا لأيام ثبت تعرضهم خلالها للتعذيب، ومن ثم الاعتداء عليهم مرة أخرى دون جرم سوى ممارستهم حقهم المكفول في الاعتراض على ظروف احتجازهم التي لا تلتزم بما نص عليه القانون، مخالفة ليس فقط للمواثيق الدولية بل ولقوانين الداخل المصري، ففضلًا عن المادتين الأولى والثانية من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإختفاء القسري، واللتان جرمتا قطعيا تعرض أى شخص للإخفاء القسري تحت أى ظرف، فإن المادتين رقم (54) و(55) من الدستور المصري الحالي جرمتا كذلك الاعتقال التعسفي لأى شخص دون أمر قضائي مُسبب، كما ألزمت الأجهزة الأمنية بعرض كل من يتم احتجازه على جهة تحقيق مختصة، وذلك خلال 24 ساعة من لحظة الاعتقال، وهو ما قامت الأجهزة الأمنية بمخالفته بل وانتهاكه بتلك الممارسات التي قامت بها بحق الطلاب الذين ثبتت براءتهم مما نُسب إليهم من اتهامات.