تعرض “صهيب سعد محمد محمد الحداد” الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بمدينة الثقافة والعلوم لإيذاء لفظي وجسدي على يد أفراد الأمن بمقر سجن شديد الحراسة 2، انتهت باحتجازه بزنزانة التأديب لفترة قبل أن يتم ترحيله بشكل مفاجئ إلى مقر سجن استقبال طره.

وكان الطالب قد أرسل رسالة من محبسه ذكر فيها أنه في يوم الثلاثاء الموافق 16 فبراير 2016 قام الضابط “مصطفى الجمال” بدفعه إلى الأرض، وعند احتجاج الطالب وسؤاله عن سبب الاعتداء عليه، رد الضابط قائلا “بمزاجي” كما أمر بعدها عددا من مخبري السجن باقتياد الطالب إلى زنزانة التأديب والتي لا تتوافر بها أى من ظروف الاحتجاز الآدمية فضلا عن القانونية، فوفقا لما ذكره الطالب في رسالته فقد تم احتجازه في غرفة مظلمة تم قطع المياه عنها ودون تقديم اى طعام او شراب إليه.

كما أفاد الطالب في رسالته أنه تعرض خلال فترة احتجازه بالتأديب لضروب من المعاملات القاسية والحاطة بالكرامة، حيث تعرض طيلة فترة احتجازه للسب بألفاظ نابية بالإضافة إلى سب والدته، كما قام عدد من المخبرين بالاعتداء عليه بالضرب المبرح، وذلك وفقا لما ورد بنص رسالة الطالب.

وكان الطالب قد تم اعتقاله في المرة الأولى في يوم الخميس الموافق 2 يناير 2014 من أحد الكمائن بمنطقة المقطم بالقاهرة، حيث تم اقتياده إلى مقر قسم شرطة “المقطم” والذي لم يمكث فيه طويلاً، حيث تم بعدها عصب عينه واقتياده إلى جهة غير معلومة لذويه أو محاميه ليظل قيد الإخفاء القسري لمدة ثلاثة أيام متتالية تعرض خلالها وفقا لما رواه لذويه عقب ظهوره لعمليات تعذيب بالضرب المبرح والصعق بالكهرباء، وذلك لإجباره على الاعتراف بعمله لصالح شبكة الجزيرة الإخبارية، حتى ظهر بعدها ليتم عرضه على النيابة العامة التي وجهت إليه تهما من أبرزها : الانضمام إلى جماعة محظورة أسست على خلاف أحكام القانون، منع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وذلك في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “خلية الماريوت”.

وتم ترحيل الطالب بعد ذلك إلى مقر سجن شديد الحراسة 2 (العقرب)، حيث استمر حبسه احتياطيا حتى تمت إحالته إلى محكمة الجنايات التي قضت بحقه في يوم الإثنين الموافق 23 يونيو 2014 بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، إلا أنه وعقب قبول النقض على الحكم، قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل الطالب لحين البت في القضية وبضمان محل إقامته وذلك في يوم السبت الموافق 21 فبراير 2015.

وفي يوم الأحد الموافق 1 يونيو 2015 تم اعتقال الطالب مرة أخرى من منطقة كورنيش المعادي بالقاهرة ليتعرض ثانية لجريمة الإخفاء القسري، حيث تم اقتياده إلى جهة غير معلومة لمدة اثنا عشر يومًا متتالية، ذكر الطالب فيما بعد خلال إحدى جلسات محاكمته أنه ظل طيلة تلك المدة معصوب العينين ومقيد بشكل خلفي، كما ذكر تعرضه لعمليات تعذيب بالتعليق والصعق بالكهرباء، حتى كان أول ظهور له بمقر سجن “طره” ليتم اتهامه في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “العمليات المتقدمة” والتي تمت إحالته فيها إلى القضاء العسكري، كما تم البدء في استكمال محاكمته في قضية “خلية الماريوت” والتي صدر بحقه فيها عفو رئاسي عشية يوم عيد الأضحى الماضي الموافق الأربعاء 23 سبتمبر 2015، ويستمر احتجاز الطالب حاليا على ذمة قضية “العمليات المتقدمة” والتي تم تأجيل محاكمته فيها إلى الثالث عشر من مارس الجاري.